الشّيعةُ في لبنان نقمةٌ… فليرحلوا
الشّيعةُ في لبنان نقمةٌ… جدليّةٌ قائمةٌ لدى من يعتبرهم خطرًا وجوديًّا على لبنان والمنطقة.
نعم، إنّ الشّيعةَ في لبنان نقمةٌ كبيرة علينا، لأنّهم ولدوا من رحم المقاومة بين قوافل الشّهداء، فحاربوا إسرائيل بشراسة حتّى النّصر الكبير عام 2000، وقدّموا الشّهداء على مذبح الوطن، وسطّروا بدمائهم أعظم ملاحم البطولة، لذا يجب أن يرحلوا بالنّسبة لهؤلاء.
إنّ الشّيعةَ في لبنان إرهابيّون، لأنّهم لم ينكّلوا بجثّة إسرائيليٍّ أو داعشيٍّ، ولم يقطعوا أو يفجّروا رأس أسيرٍ، ولم يتفنّنوا في القتل والإجرام تحت غطاء الدّين، ولم يكفّروا نظيرًا لهم في الدّنيا.
إنّ الشّيعة في لبنان متطرّفون، لأنّهم يحترمون المسيحيّين، فهم لم يحطّموا صليبًا، ولم يدوسوا أيقونةً، ولم يمزّقوا أو يحرقوا إنجيلاً.
إنّ الشّيعةَ في لبنان عملاء، لأنّهم فضّلوا الموت على مبايعة الظّالم والمعتدي، وما ساوموا يومًا على أرضهم وبيوتهم، بل ضحّوا بشيبهم وشبابهم دفاعًا عن لبنان، يوم كان عدد من القادة اللّبنانيّين يصول ويجول على متن الدّبّابات الإسرائيليّة في بيروت وضواحيها.
إنّ الشّيعةَ في لبنان كافرون، لأنّهم نفوسٌ أبيّةٌ سارت على نهج الحسين (ع) الّذي ضحّى بأهل بيته وبنفسه، لينصر الحقّ على الجور والظّلم، وليرتقي بالإنسان إلى قمم الحياة الإنسانيّة الفاضلة.
إنّ الشّيعةَ في لبنان إرهابيّون، لأنّهم خرّيجو مدرسة الإمام المُغَيَّب موسى الصّدر رمز الانفتاح والوطنيّة.
إنّ الشّيعةَ إرهابيّون حقًّا في عيون من لم يشتمّ عطر الكرامة في ثرى بلادي.
فليرحلوا، لأنّهم ليسوا من طينة الخونة والعملاء.
فليرحلوا، نعم فليرحلوا إلى الوطن الّذي نطمح إليه، والّذي هرقوا دماء شبابهم فدًى عنه.
فليرحلوا إلى دنيا الحسين حيث الشّهادة عنوان المجد والخلود، وليأخذوا معهم كلّ وطنيٍّ حرٍّ شريفٍ أبيٍّ، فنبني معًا لبنان الّذي نحلم به.
سركيس دويهي