أصبحت طبقة مخلفات القمامة الرمادية اليوم واضحة على سواحل لبنان عند استخدام “خرائط غوغل”، والتي تستمد صورها من عدسات الأقمار الاصطناعية في الفضاء.
وتدل الصور الفضائية الجديدة على مدى خطورة وسمية ظاهرة التلوث البيئي في لبنان، والتي من الصعب جدا عكس سرعتها وعواقبها مع الزمن.
وتبدو الطبقة الرمادية أكثر وضوحا مقابل شاطئ مدينة جونية، الواقعة على بعد 16 كيلومترا جنوبي العاصمة بيروت. والتي لطالما اشتهرت بمياهها الصافية ورمالها البيضاء. ولكن جونية اليوم لم تعد كما كانت، لأن نسبة البكتيريا في مياهها الساحلية أصبحت تعادل 100 مرة نسبتها مقابل ساحل نيويورك.
وكما يظهر في الصورة المرفقة، يبدو التلوث الرمادي واضحا من الفضاء، على مقربة من ساحل حي أوزاي البيروتي.
وعبر مراقبون عن سوء إدارة المخلفات الصلبة في لبنان، الأمر الذي عقد ظاهرة التلوث البحري أكثر فأكثر، حيث تتدفق القمامة مباشرة من البر إلى المياه المحيطة ببيروت. كما ازداد الوضع سوءا بعد حظر حرق القمامة في لبنان، واضطرار الحكومة إلى إيجاد قنوات أخرى لتصريف آلاف الأطنان من المخلفات الصلبة.
يذكر أن سواحل لبنان كانت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من أنظف السواحل التي تحيط بالبحر الأبيض المتوسط، أما اليوم، فقد دفع تدهور الوضع البيئي السلطات اللبنانية إلى التحذير من السباحة مقابل معظم شواطئ البلاد.
وأشار خبراء إلى أن التلوث البحري لا يهدد السباحين في مياه البحر وحسب، بل كذلك آكلي ثمار البحر والأسماك التي تمتص لحومها بشكل مباشر السمية المنتشرة في المياه الساحلية.
مقالات ذات صلة