حسن شرف الدين|
الخسوف هو ظاهرة علمية فلكية بحتة ، و بالوقت ذاته تجلي لبواطن فكرية عدة. لغةً و تعريفا ، الخسوف هو غياب أو احتجاب النور أو الشيء عن مكان معين، ويعرَف خسوف القمر بأنّه الحالة التي تحجب فيها الأرض ضوء الشمس عن القمر، فبدلاً من أن تسقط عليه أشعة الشمس، يسقط عليه ظلّ الأرض فيحدث الخسوف، هذا من جهة أما من جهة الاستدلال الباطني للظاهرة ، و هو ليس تماما باطنيا ،إنما فقط يحتاج لمعرفة بالمبدأ و تفكر عقلاني، سنجد أن مبدأ الخسوف هو المبدأ الساري في حياتنا لإحتجاب الحقيقة عن طُلاّبها.و الحقيقة يمكن تعريفها أو توصيفها من أكثر من ناحية و أيديولوجية مختلفة و متفاوتة و ستصل لنفس النتيجة. الحقيقة الكاملة هي جليّة و واضحة لكن هنالك ما يحجبها عن طلابها فلا يصل نورها لهم. ما هو هذا الحاجب قد يكون الشخص نفسه قد تكون عوامل أخرى ، قد يكون شخصاً آخر لا يريد إيصال الحقيقة.ما يربط كل الناس ببعضهم البعض هو حقيقة كيانهم و وجودهم و ما يخسف بينهم هو بعض من اللون و التفكرات . جوهر الإنسان الكامن بتجلي الخالق ، يحجبه زي او شكل قلادة او اختلاف الطقوس.. في بعض الأحيان تكون الحقيقة مخسوفة ، فترى جزءاً و نظيرك جزء ، فتقوم بينكم القائمة ، بدل أن يجمع كل منكم جزءه و يصل الى ما يصبوه.في السياسة الكل يريد الوطن ويخسف بينهم المحسوبيات و الاقطاعية الطائفية حائلين دون ذلك. نحن كلنا كذلك ذرات من الطاقة تحوم حول منبع الحقيقة، تحجبنا عنه شحنات كبرياء زائف زائل ، وشعوبية دونية و طبقية فوقية ، فلا يصل أحد ، و الذين وصلوا هم من أزالو خسوفهم بتخليهم عن حجبهم ، الاختلاف لا يبرر الكراهية ، الضغينة لا تولد سوى الغوغاء، الحقيقة في المحبة، الحقيقة هي الالتقاء والتلامس لكل عناصر الانسانية في تمجيد عظمة الكون و الانسان ، فيزول حاجب الخسوف و تتراءى جلية، الحقيقة الكاملة.
تصوير عدنان حج علي ورامي أمين