وداعا عصفورة بيوت السياد
مرة أخرى يفجعنا القدر هذا العام بصبية في عمر الورود.
نادين هاشم كاعين رحلت من دون استئذان . نزف دماغها بلا انذار وادخلها في غيبوبة لم تطل ،وكانت يد القدر بالمرصاد.
ربنا لا اعتراض على قضائك. فمن كان يصدق ان تفارقنا نادين بهذه العجالة. نادين المؤمنة النقية النشيطة الهادئه الموزونة المثقفة الذكية اللماعة اللماحة المرحة الودودة الصديقة الصدوقة الصريحة .صفات كلها تجمعت في نادين التي غرفت من العلم والمعرفة ، واغنت الجامعة الاسلامية بأفكارها كموظفة مواظبة على عملها ،تحرث الطريق يوميا كالعصفورة المغردة بين الغازية وصور ،لتعرج على مسقط رأسها بيوت السياد،ترعى طفلا لم يبلغ الحلم ،وتصون بيت الزوجية لشريك احبها واحترمها وتبادل معها المودة .وبين الفينة والاخرى تلقي تعبها في منزلنا في خلده حيث الحضن الدافئ ،خالتو نبيلة .
رحلت نادين ،ولن اقول فيها الا ما قلته في ديما قبل اشهر: ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ،وانا على فراقك لمحزونون يا نادين .. لكننا لا نفعل الا ما يرضي الله .
اما انت يا صديقي واخي يوسف كاعين ،يا اطيب الرجال،ويا خير شريك لخير شريكة ،فإنني اسأل الله ان يجملك بالصبر والسلوان. لقد تركت نادين بين يديك أمانة غالية هي فلذة كبدكما (علي). وانا اكيد انك ستحفظ الامانة وقد رعيتماه بتربية صالحة.
وأما العائلة المفجوعة اما وأبا واشقاء والأعمام والاخوال والخالات والعمات والابناء،فلهم الاية الكريمة: وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون.
برحيل نادين،أنا وعائلتي، نفقد ديما مرة ثانية .لكما جنات النعيم ايها الغاليتان،ولنا جميل الصبر والسلوان.