واصلت حركة أمل – إقليم جبل عامل إحياء المجالس العاشورائية وقد أحيت اليوم السادس من محرم في المجلس المركزي الذي تقيمه في ساحة الامام الصدر (القسم) في مدينة صور، بحضور الآلاف من الموالين الذي ضاقت بهم الساحة حيث افترش الجمهور الشوارع المحيطة ومسرح المجلس وسط تفاعل مع ليلة أبو الفضل العباس (ع) ومشاركة في اللطم.
حميّد
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت المقرئ عباس عبد الحسين، وتقديم من المسؤول الثقافي للمنطقة الأولى حسن الدر، ألقى النائب الدكتور أيوب حميّد كلمة حركة أمل قال فيها: “ببركة هذه الأيام وفضائلها على الإنسان والتي تختصر بأنها مواجهة الحق بالباطل ومواجهة المستنرين للظالمين والمتمسكين بحبل الله للضالين المضلَّلين، فبورك لكم هذا النهج الذي تتمسكون به”.
وتابع:” إننا اليوم حينما نلتقي إحياءً لهذه المناسبة إنما لنؤكد هذا النهج الذي اخترناه في حركة أمل درب التضحية والشهادة ودرب العطاء من أجل المستضعفين ودرب السعي لخدمة الإنسان المستخلف في الأرض، هذه المسيرة التي أكدتها عقود خمس مضت من هذه المدينة المباركة من مدينة الإمام شرف الدين ومدينة الإمام الصدر الذي بسعيه نفض غبار السنين وجعل الناس يستفيقون من غشاوة غطت عيونهم لعقود من الزمن وجعلتهم يتعلقون أكثر بوطنهم ويستشعرون الغبن والظلم اللاحق بإنسان هذا الوطن فكانوا الطليعة في كل أمر من الأمور التي تخدم الوطن و مصالح الوطن، فكانوا الرواد الأوّل في درب المقاومة في وجه المحتل الإسرائيلي وعدوانيته التي لم تتوقف فكان منهم الشهداء القادة والرساليين والشهداء الأحياء الذين ما بدلوا تبديلاً ويستبشرون بالذين سبقوهم وينتظرون غير تعبين ولا وجلين ويتطلعون الى وطن العدالة ووطن الإنسان “.
وأكمل:” في هذه المناسبات التي تستعاد فيها الشهادة ومعاني التضحية والإيثار والبذل بأغلى الأمنيات من أجل الإنسان وتقويم الإعوجاج الذي يصيب المجتمع لذلك كانت ثورة الحسين وشهادته من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله وأن ينتصر الحق في وجه الباطل، تلك هي المعاني التي نستلهمها ونسير على أنوارها لكي يكون لوطننا الموقع الذي يستحق تحت الشمس ولكي يكون لإنسانه مقيماً ومغترباً حماية ودفئ حنان من إدارة ترعى شؤونه وشجونه “.
وأضاف:” اليوم حينما نرى المراوحة التي يعيشها الوطن والتي ينتظر الناس منها مخرجاً نرى الجميع وبمرارة يتلقفون عن حمل المسؤولية وترمى كرة النار يمنة ويسرى فيتلقفها من هو أهل للقيادة ومن هو دائماً في موقع الريادة ومن هو دائماً الساعي الى بلسمة جراحات الناس والعمل من أجل أن يطمئنوا على حاضرهم ومستقبلهم ، ويتلقفها الذي كان دائم الدعوة للحوار والإلتقاء ولنكون جميعاً ندرك البوصلة الحقيقية التي توصل لبنان الى بر الأمان والإستقرار، يتلقفها دولة الرئيس نبيه بري، وهو اليوم حينما يسمع الدعوة الى جلسة تشريعية إنما تنطلق من إظهار أن هذا الوطن لا يزال ينبض حياةً و قادراً على تلمس الخطى الصحيحة ليس تجاوزاً لمسؤولية أحد إنما من موقع الحرص على أن يستمر هذا الوطن نابضاً بالحياة، ساعياً نحو الأفضل، والعمل التشريعي الذي ينعقد في الأسابيع المقبلة إنما من أجل مناقشة قضايا طرحتها الحكومة ويطرحها النواب والتي هي من الضرورة بمكان لكي تعالج وتصبح قوانين نستفيد منها سواء على المستوى الداخلي الوطني أو ملامسة ومقاربة لأي خطوة إيجابية يمكن أن تأتي من صديق وحليف للبنان، هذا الواقع الذي نسير به هو نتيجة حتمية وطبيعية لإنعقاد ضروري ودائم للمجلس النيابي في ظل حكومة تصريف الأعمال وليس تجاوزاً للدستور أو القانون أو كما يحاول البعض أن يصور هذا الإتجاه الذي يخدم المصلحة الوطنية بأسرها “.
وأكمل:” حينما نسير في هذا الإتجاه إنما نجدد إلتزامنا لما قام به الإمام الصدر للبنان في حلّه وترحاله في لقائه في المسجد أم في الكنيسة في لقائه للأصدقاء والأشقاء والحلفاء والأصدقاء على مستوى العالم العربي والإسلامي وعلى مستوى من يمكن أن يمد يد المساعدة والمؤازرة للبنان واللبنانيين، هذا هو النهج الذي تعلمناه ونشأنا عليه لكي نستطيع أن نحفظ لبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه ولكي يستشعر الناس جميعاً أنهم يحظون بعناية الوطن ودفئ وحنان الوطن ويعملون لبقائه “.
وأشار أننا اليوم نشهد هذه الإضظرابات التي تضرب هذا العالم من حولنا ونستشعر كم كان لبنان قوياً حينما استطاع أن يحمي داخله وأن يحمي مجتمعه ويصون بقواه الحية من جيش ومقاومين وأهل مضحين وشعب طيب الأعراق إستطاع أن يحمي وحدته الداخلية وأمنه واستقراره وأن يكون متميزاً على صعيد المنطقة بأسرها التي ضربها الإرهاب والتكفيريين واليوم ترون نتائج هذه الحرب المدمرة التي انتصرنا فيها جميعاً في لبنان وسوريا والعراق على الإرهاب وداعميه وحانت ساعة الحقيقة التي بدأنا نتلمس من خلال التهويل الذي نسمع على مستوى البلدان الأوروبية والبلدان التي دعمت الإرهاب وسلحته واحتضنته كيف تخشى أن يعود أولئك الذين أرسلوهم لا ليعودوا بل ليموتوا ويدمروا سوريا والعراق ولو استطاعوا لدمروا لبنان، وكيف نرى التباكي على البقية منهم، هم لا يريدون لهم العودة لذلك يهولون بأن هناك أموراً إنسانية ستصيب المجتمع ذاك وستجعل الناس يتشردون ويضيعون بينما الحقيقة أنهم لا يردونهم أن يعودوا الى الأوطان التي ذهبوا منها والتي كان منها الدعم الذي لم يتوقف لهذا الإرهاب، يقول للقادة الذين أشعلوا الفتن أن التاريخ يجب أن يحاكمهم لأنهم أساس البلاء لاوطانهم وضللوا الناس بالأكاذيب تزييفاً للوقائع والحقائق.
وقال:” نحن اليوم في لبنان نستذكر مجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت بعين العالم التي كانت تشهد احتلال اسرائيل لبعض المناطق ولكن دون أن يكون هناك صوت يطالب الدولة المتغطرسة بوقف عدوانها وهو عينه هذا المجتمع الذي يدّعي الحضارة والإنسانية وهو نفسه يشهد على المجازر في فلسطين دون ن نرى هذا التباكي على الإنسان الفلسطيني بل يرضخ لما تريده إسرائيل ويستمر بالكيد لهذه الأمة فيكذب على كل القيم طمعاً في ثرواتنا وعملاً في حماية اسرائيل، وما الإجراءات الإميركية باعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي والتوقف عنمساعة الأونروا إنما يهدف للقضاء على القضية الفلسطينية والقضاء على كل بارقة أمل بالعودة، إننا حينما نرى هذا الواقع المظلم كيف يمكن أن نبقى على هذا المنوال ونرضى بهذا الواقع الذي يضرب المنطقة من اقصاه الى أقصاه والجميع سيقع عليهم هذا البلاء الذي يمكن أن يحل بالوطن. “.
وختم بالدعوة الى التواضع وإتقاء الله في وطننا والعشب الذي لم يتوانى عن تقديم التضحيات ورأفة بأحلام الشباب وتطلعاتهم ليعود لبنان وطن الإشراق والحضارة والرقي.
وفي الختام تلى السيرة الحسينية العطرة سماحة السيد نصرات قشاقش الذي قرأ مجلس أبو الفضل العباس (ع).
وكان قد سبق المجلس رفع أكبر راية للإمام الحسين على أعلى سارية في لبنان على مدخل مدينة صور بمشاركة سماحة السيد نصرات قشاقش، النائب أيوب حميّد، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل علي إسماعيل وقيادات حركية وفعاليات.