وَيْحَكُمْ، ألا تَخْجَلونَ؟!
وَيْحَكُمْ، ألا تخجلون؟!
نفهمُ كلَّ الفهم أن يُحاولَ العدوُّ الإسرائيليُّ التّهويلَ علينا بصواريخَ بعيدةِ المدى من هنا، وأسلحةٍ متطوّرةٍ من هناك، ومنظوماتٍ دفاعيّةٍ بقدراتٍ هائلةٍ من هنالك. هذا العدوّ المضطرب يعيش منذ ال ٢٠٠٦ حالةَ رعب، بل هستيريا من “حزب الله”، وقد بات أعجزَ من أن يفكّرَ بشنِّ حربٍ على لبنان، فالحزب، بقيادته الحكيمة ومجاهديه الأبطال، أوجدَ لديه حالةَ عقمٍ هجوميٍّ، وعجزٍ دفاعيٍّ، ولكن ما لا نفهمه أن نشهدَ يوميًّا أطرافًا داخليّةً تعزفُ معزوفةَ العدوّ، فتُزبِدُ، وتُرعِدُ، وتُعربِدُ، تهويلًا وتخويفًا، على اللّبنانيّين.
هؤلاء بالذّات يعكسون ما كانوا عليه في الماضي، فأفكارهم الإلغائيّة، وتصرّفاتهم التّحريضيّة الخبيثة، لا تزالُ عالقة على جباههم. فكيف لمن باع ضميره في سوق النّخاسة الصّهيونيّة أن يعترفَ بتضحيات شهدائنا ومجاهدينا الشّرفاء، وأن يكونَ رسولَ سلام ومحبّة في هذا الوطن؟
هؤلاء بالذّات لو أيقنوا حقيقة العقيدة القتاليّة لحزب الله (وهم يُدركون)، لما خشَوا حزب الله، ولما هوّلوا علينا منه، ولكنّهم، وإن ادّعوا الوطنيّة وحاضروا بالعفّة، يشكّلون المنظومة الإعلاميّة للعدوّ الإسرائيليّ. فمَنْ قدّمَ خيرةَ شبابه على مذبح الوطن، لا يمكن إلّا أن يكون ضنينًا على شعبه، ومَنْ لا يشعر بالأمان في ظلّ هذا السّلاح “المقدّس”، فهذا شأنه.
نحن نفخر، ونطمئنّ، ونبارك لأنفسنا بأنّنا الدّولة الوحيدة الّتي مرّغت رأسَ العدوّ الصّهيونيّ بالتّراب على تخوم الوطن، وننحني إجلالًا لمن ارتقوا إلى مصاف الشّهداء ذودًا عن لبنان، ودفاعًا عن حرّيّتنا وكرامتنا.
حزب الله هو ضمانةٌ لنا ولمستقبل أولادنا، ودماء شهدائه عطرُ بخورِ نستطيبه مع كلّ إشراقةِ شمسٍ مبشّرةٍ بأملٍ جديدٍ.
وإلى أولئك الحاقدين نقول: أنتم لستم سوى أبواق سامّة كاذبة، وقد بتّم مكشوفين أمام “شعب لبنان المقاوم العظيم”، ولن نسمح لكم بأن تُعيدوا عقارب السّاعة إلى زمن التّخاذل، والعمالة، والانكسار.
ما عدتم سوى دمًى تحرّكها السّفاراتُ كيفما تشاء، وتتخلّص منها متى تريد، فترميها مقطّعةَ الأوصال في مزبلة النّسيان.
ما عدتم سوى نموذج لماضٍ بائدٍ ينتظر على مفرق الأوهام، متنسّمًا رياح تغييرٍ من صحراء قاحلةٍ جوفاء، باتت أعجز عن تقرير مصيرها.
لقد تغطّستم بالعمالة، وتعطّرتم بالخيانة، وتستّرتم بزيف مواقفكم، فبتّم رمزًا للغدر، والنّفاق، والخيانة.
وَيْحَكُمْ، ألا تخجلون من دماء الشّهداء؟
وَيْحَكُمْ، ألا تخجلون من دموع أمّهات ثكالى خسرنَ فلذات أكبادهنّ كفّارةً عن خطاياكم؟
وَيْحَكُمْ، ألم تتعلّموا من تجارب الماضي؟وَيْحَكُمْ، ألا نجدُ فيكم ذرّة كرامة ودرهم وطنيّة؟
وَيْحَكُمْ، ألهذه الدّرجة انغمستم بالذّلّ، والهوان، والعمالة؟
…ألا تخجلون؟!!!
سركيس الشّيخا الدّويهي