عشقها حدّ الجنون، منحها من وقته الكثير، وفي لحظة خانته مُنهية حياته… هو سركيس ازنافور الملقب باسم ساكو الذي خطفه الموت امام عيني زملائه اثناء عودتهم من رحلة على الدراجات النارية. سقط ابن الخامسة والاربعين سنة عن دارجته التي وثق بها حد أنّه لم يخطر في باله ان تكون يوماً قاتلته.
شمس “قاتلة”
عند الحادية عشر قبل ظهر الاحد الماضي، كان الموت في انتظار ازنافور في نفق المدينة الرياضية. وعن ذلك يخبرنا صديقه اليكس عساف الذي كان برفقته عند وقوع الكارثة: “انهينا رحلة على الدراجات النارية في دير القمر، عدنا، وما ان وصلنا الى النفق حتى حصل الحادث”’، وشرح: “ضوء الشمس كان قوياً عند مدخل النفق، فحال دون رؤية سركيس للسيارات التي امامه، اصطدم بإحداها، وقع ارضاً مفارقا الحياة على الفور”، لافتا الى ان “رقبته طقت، فنقله الصليب الاحمر الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي، ولم يتم توقيف سائق السيارة بناء على رغبة زوجة الضحية التي رفضت رفع دعوى عليه، كونها علمت انه لم يكن المسبّب للحادث”.
سلسلة تطول
قبل ان يخُطف سركيس ابن برج حمود، الوالد لشاب وفتاة، والذي يمتلك محلا لبيع الذهب، من بين زملائه، قام، كما قال اليكس، “بالتقاط صور مع جميع مَن كان حاضراً في الرحلة وذلك على غير عادته. تعجبنا وفرحنا بخطوته، لنعلم بعد فراقه سبب إقدامه على ذلك، اذ ربما كان يشعر انه سيفارقنا”. واضاف: “سنشتاق إليه كثيراً، وسيبقى ذكراه طيباً يرافقنا في كل رحلة نقوم بها”. كذلك باحت منى الخطيب صديقة سركيس عن حزنها على خسارة، فقالت: “زميل رابع سائق للدراجات النارية يفارق الحياة خلال سنة واحدة. فبعد رامي دامر الذي لفظ أنفاسه بسبب هوّة على اوتوستراد العاقبية، وجو عنيد الذي توفي في طرابلس بعدما صدمته سيارة، وايلي خوري الذي توفي على طريق ضهر البيدر بعدما صدمه بيك آب، جاء الدور على سركيس”، مطالبة القوى الامنية بـ”التشدد في تطبيق قانون السير، لا سيما مخالفة حمل الهاتف اثناء قيادة السيارات”، لانها السبب الأساسي- كما قالت- “لمعظم حوادث السير في لبنان”.
الخميس المقبل، سيحتفل بالصلاة لراحة نفس ازنافور في كنيسة مار فارطان للارمن الارثوذكس في برج حمود، وذلك بعد وصول اشقائه من أميركا، ليوارى في الثرى حيث سيرقد الى الابد بعيداً من عائلته واصدقائه، لكن كما قالت منى، “غادرنا بجسده لكن روحه ستبقى معنا”.
المصدر: اسرار شبارو – النهار