جميل ان يبقى لنا أوراق نكتب عليها مايدور في البال و تستعيد الذاكرة شيء من ماضي مضى وبقي يعانق الروح لأنه في الزمن الذي نعيشه تتغير المقاييس وتتحول فيه أو تتبدد لغة الحوار والصداقة والوفاء بين هذا وذاك يحن المرء إلى ماضي كان صادقاً وجميل عاشه أوتعايش معه لعلّه يستعيد ذكراة أو ذاكرته إلى تلك السنين التي قد خلت عندما كان الأصحاب والأصدقاء ممن عشت معهم وتعايشت ، فيطوي العمر أو سنوات العمر تلك المرحلة التي مضت لعلا تعيدني إلى الماضي القريب القريب ، لعلني وعساي أن أجد فيه شيئاً من وفى لربما يعيد إلى ذاكرتي شيئا مما غفوت عنه، أختلفت معه في السياسة أم لا !
فالصداقة الصادقة تبقى هي التي تجمع بين الأحبة رغم تلك السنين الماضية والطويلة التي مرت.
ولأنني من الذين عملوا بكل محبة واخلاص معه و عاصروا تلك المرحلة ، مرحلة الزمن الذي مضى بجماله وبفرحه وألمه ، وتضحياته، لا بد لي إلا أن أقول للحقيقة والتاريخ …
انني فخور بصداقتي ومحبتي لأصدقائي ، ما تخليت عنهم ولن أتخلى عنهم مهما مر من الزمن إن كانوا في سدة الحكم أو خارجه ، فالإنسان الوفي الصادق لا يتغير مع تغير المناخ أو الفصول أو المواقع رغم بعض الذين كانو يتغيرون حسب اتجاه مصالحهم ،
ولست هنا انا بصدد مناقشة أحد برأي يخصني ولست أيضا في وارد أن يسيء أحدا فهمي ،فأنا منذ التسعينات عرفته في ( القيادة ) قائداً، مقداماً ،صادقا” شهماً، صاحب النبل والأخلاق .
وفي ( الرئاسة ) عرفته أيضا رئيساً شجاعاً وطنيا لا طائفي ولا مذهبي، بالرغم من كل الذين إستفادوا من تلك المرحلة وانقلبوا فيما بعد حسب امتيازتهم وحسابتهم الشخصية، وهنا يطرح سؤال البعض،
لماذا لم تستفيد من تلك المرحلة، كان اجدى به ان يأتي بك الى اهم المراكز واهم المناصب!
ولماذا كل هذا الوفاء ولم تستفيد من صداقتك به ؟!
هنا اقول بكل صراحة ووضوح و يسمع من يريد ان يسمع …
أنا لم أبخر ولم أتزلف ولم تكن لدي مصلحة شخصية أو طمع بجاه هنا أو مركز هناك .
وهل هو أتى باحد من ابنائه الى اي مركز وهو الذي رفض توزير ابنه اميل عندما عرض عليه ان يكون وزيرا” لشباب والرياضة وهو بطل اولمبي في السباحة؟
وهو ايضاً لم يزور بعبدات خلال ترشح نجله للإنتخابات . وهنايبقى السؤال مطروحاً على مر السنين ماذا حصدت من الصداقة والوفى؟؟؟
.
سأقول للتاريخ اذا عدل وانصف؟؟؟
انا كنت معه منذ التسعينات ، عملنا من أجل الوطن كل الوطن و المؤسسة الواحدة الموحدة ، وهيبة الدولة وكينونتها ومن أجل المواطن الطيب الذي يحلم بوطن تسود فيه دولة القانون والمؤسسات والعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص وان يصل الإنسان إلى موقعه بكفاءته وجدارته لا بواسطة هذا الزعيم أوذاك .
كان الواقع عكس ما كنا نتمناه ، كانت الطائفية والمذهبية وكانت المحاصصة والتدخلات الداخلية والخارجية والوصاية التي تتدخل بكل تفاصيل الحياة السياسية.
ليس بمقدور أحد ألا يخطئ ، وليس بمقدور أحد آخر أن يمنع أحد من أن يصوب الخطأ.
الكل أخطأ والكل ساهم في إغراق هذا البلد ووضعه في رمال متحركة والكل تخلى عن مصداقيته لأصدقائه ، ولن أتخلى عن أصدقائي.
لبنان الذي عايش اﻹعمار والإنتصار ولبنان أيضاً الذي عايش مرارة الأستشهاد و العدوان والقتل والتدمير والتهجير والنزوح هو الذي رفض هزيمة الداخل والخارج والتآمر على مستقبله ومستقبل بنيه رغم كل القهر و الألم الذي نعيشه واصبح جزءاً لايتجزاء من حياتنا اليومية.
لهذا ومن أجل أن نبقى أوفياء لمن رفضوا التنازل عن المبادئ الوطنية والقومية العربية التي نحلم بها ونترحم على زمانها وبقوا رجالا” في زمن عز فيه الرجال وتنائر الأصدقاء والأحباء من كل حدب وصوب ، لهذا ومن اجل كل هذا يبقى رنين هاتفك لي ناقوس يدق في عالم النسيان .
وبعد ،إليك يا أبا إميل تعزف الكلمات انشودة الفجر
أيها الصافي كبحر تشرين وجبينك ناصع كثلج كانون، أيها الصديق يوم عز الأصدقاء وغابوا.
إليك أيها الوفي يوم غيّب الوفاء … إليك أبا إميل يميل القلب ، لكنه لا يميل العقل إلا عرفاناً بجميل العطافة و المحبة التي غمرتني بها.
إليك فخامة الرئيس العماد اميل لحود اكتب وأحن و يحن القلب إلى حنينه ودفئه.
كبير أنت في كل الميادين أيها الرجل الصادق والصديق بكل محبة وتقدير سأبقى على عهدي ولن أتنكر لتك السنين الخوالي وإن طال بعد المسافات.
سأبقى انا كما انا ولن يغريني أي امتياز هنا أو مركزا” هناك! وستبقى صديقي الذي أحببت ولن تغيب عن ضميري ووجداني وأبقى انا كما انا !
محمد نديم الملاح