بني في حقبات مختلفة ، ويعود الى احد ابراج المدينة وشكل جزءا من استحكاماتها العسكرية فيما جزء منه يعود الى الحقبة البيزنطية وهو يعلو نبع عين صور او عين حيرام العذبة، والتي بقي اهالي المدينة يشربون منها حتى القرن الماضي وعادوا الى استخدامها أثناء قطع المياه عن المدينة خلال مرحلة الاحتلال الاسرائيلي اواخر السبعينيات (فترة اجتياح ١٩٧٨).
على هذه العين ، كما يروى ، جرت اهم وقائع زيارة السيد المسيح يصحبه يوحنا الى المدينة حيث تذكر الرواية ان المسيح جلس على صخرة كانت في محاذاتها وهو ما يفسر اتخاذ الموقع والعين محجة للحجاج إبان الحقبة الصليبية، الذين كانوا يأخذون من الصخرة أجزاءً تبركاً الى ان لم يتبقى منها شيئاً.
وشهد هذا الموقع احد أخر الطقوس التي يعتقد انها متوارثة عن الفينيقين، حيث كان الصوريون يحيون في أوائل الربيع، وهو التقليد الذي بقي متبعاً حتى اواخر القرن التاسع عشر ميلادي،
إحتفالات عرس مياه البحر بماء العين او اليم، كما يقولون .
فمع الربيع كانت مياه النبع تتحول الى طينية حمراء وهي الفترة التي كانت تنتظم فيها الاحتفالات حول النبع وسط اجواء من الفرح والموسيقى والغناء الشعيي وتتضمن نقل جرار من مياه البحر وسكبها فوق النبع الى أن تصفو .
ولا تزال الدرجات المؤدية الى العين موجودة وفي حالة جيدة يعلوها الحصن الذي لا يزال بالحالة التي وصفه بها الرحالة إبن جبير في القرن الثاني عشر ميلادي.
الدكتور هشام يونس