الرئيسية / ثقافة عامة / المقاومةُ سرُّ خلاصِنا

المقاومةُ سرُّ خلاصِنا

الشّعوبُ العربيّةُ تُسلَخُ كالماشية، ويؤكلُ لحمُها.
الشّعوبُ العربيّةُ كفرت، وتصهينت، وتأمركت.
الشّعوبُ العربيّةُ مدجَّنةٌ، منافقةٌ، مروَّضَةٌ، مزدوِجَةٌ، جبانةٌ…
الشّعوبُ العربيّةُ معطّلةُ الإحساس والضّمير.
الشّعوب العربيّة مشغولةٌ بقراءة الفنجان، والتّبصير، وإبطال السّحر، وجلب الحبيب…
الشّعوبُ العربيّةُ غارقةٌ في مستنقعات الجهل، والتّخلّف، والتّعصّب.
الشّعوبُ العربيّةُ فاشلةٌ في تأدية واجباتها، راسبةٌ في امتحان حقوق الإنسان.
إنّه زمنُ التّطبيع. رياحُ التّطبيع الصّحراويّة تجتاحُ الوطنَ العربيّ.
إنّه زمنُ الانحطاط الأخلاقيّ والقيميّ.
إنّه زمنُ النّار والدّمار.
إنّه زمنُ الغنم والدّجاج. نعم، باتت الشّعوبُ العربيّةُ مثلَ الغنم والدّجاج، تُعْلَفُ، وتُذبَح.
إنّه زمنُ اللّصوصِ، وتجّارِ الهيكل.
إنّه زمنُ البغايا، والخصيان، والرّاقصات في بلاد النّفط.
إنّه زمنُ القتل، واستباحة الحرمات.
إنّه زمنُ الإعلام الكاذب، والأقلام المأجورة.
إنّه زمنُ الخطابات الكاذبة، والمدائح المزيّفة.
إنّه زمنُ الخيانات، والمؤامرات، والسّمسرات، والنّفايات…
أين الحناجر الطّاهرة، والأقلام الصّادقة؟
أين الأخلاق، والقيم، والمبادئ، والأعراف، والمناقب الكريمة؟
كلّها رحلت مع الأسماك والعصافير، رحلت ولن تعود.
أين رائحة الله في الكنائس والمساجد؟
أين أسراب الحمام، وكروم العنب، وسهول القمح والنّخيل؟
مَنْ قطعَ أعناقَ القرنفل، والسّنابل، والياسمين؟
مَنْ أحرقَ أغصانَ الزّيتون الخضراء؟
لِمَن تُمنَحُ الأوسمةُ في بلادنا؟
مَنْ باعَ شجر التّفّاح، والغار، والجلنار؟
مَنْ قتلَ طيورَ النّورس، وأغرقَ الزّوارقَ، وباعَ بنادقَ الأحرار؟
كيف أَدْمَنّا على الهزيمة، والخضوع، والخنوع، والانكسار؟
مَنِ اغتالَ الكرامة، والعنفوان، والمجد القديم؟
ما أكثر الموظّفين في البلاط، والمستَأجَرين، والمهرِّجين!
ما أكثر المقاولين، والمستَورِدين، والمخنَّثين!
ما أكثر قصائد المنافقين، وهتافات المنبطحين!
ما أكثر النّبّاحين، والشّتّامين!
ما أكثر الأذلّاء، والخونة، والعملاء!
ما أكثر الجهلاء، والحاقدين، والأغبياء!
مَنْ يحكمُ بلادنا؟ مَنْ يُخالفُ أحكامَ السّماء؟
إنّه قايين. قايين يحكمُ بلادنا العربيّة، يجلسُ على عرش من هياكل عظميّة، من جثث الأطفال، والشّيوخ، والنّساء.
قايين يقتلُ الرّجال، ويمضغُ القلوب والأكباد.
قايين يرسمُ شرقًا جديدًا بالدّماء.
قايين يبيعُ القدس، فيُعيدُ قتلَ القدّيسين، والشّهداء، والأنبياء.
قايين يذبحُ الأبطال، ويُطلقُ النّار على الأبرياء.
قايين يسرقُ ضحكاتِ الأطفال، وأحلامَ الشّباب.
كيف نقتلُ قايين؟ وهل من سبيل إلى الخلاص؟
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى غرفة إنعاش ترقد فيها.
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى ولادة جديدة.
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى أعجوبة.
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى عباءة الحسين (عليه السّلام)، وأيّام عاشوراء، وشمس كربلاء.
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى حُقَنٍ من الكرامة، والعزّة، والكبرياء.
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى أقراص أسبرين مصنوعة من تراب الجنوب والبقاع.
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى دروس في الشّجاعة والإباء.
شعوبُنا العربيّةُ بحاجة إلى المقاومة… والمقاومة فقط.

سركيس الشّيخا الدّويهي

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم