الرئيسية / ثقافة عامة / هكذا رأينا وجه العماد

هكذا رأينا وجه العماد

نور بزيع |

بضع دقائق من المسير في بلدة مارون الراس، ونقف أمام فلسطين. نعم، هذه الفلسطين نفسها التي كانت لا تفارق عينيه. أحببناها، ولكننا لم نكن لنحبها بذلك القدر لولاه. رجل واحد امتهن الثورة طيله حياته، هو عماد مغنية.
لعماد مغنية سجلّ من الأسماء لا يعنينا منها إلا أنه كان “الرضوان”، وله أيضا سجلّ من إنجازات لامعة أقل ما يقال فيها أنها أحد أسباب وجودنا.
لعماد مغنية أيضا، أبناء كثر يحملون نهجه وفكره وذكاءه الوقاد قد استشهد آخرهم اليوم أو بالأمس.

كل هذا يُحسب للعماد دون أن يكون له أي صورة. كان يضع بصماته التي عرفها العدو جيدا وجهلناها نحن حتى ١٢ شباط ٢٠٠٨.

نمشي قليلا بالإتجاه نفسه، ندرك أننا أمامهما معًا؛ فلسطين وعماد. عام ٢٠٠٠ وقف الحاج رضوان على تخوم الشريط الحدودي وملأ روحه من ريح فلسطين لكن اليوم لا شريط قد يمنعه من التجوال في فلسطينه من المطلة إلى سهل الحولة فطبريا ورودا على يافا وحيفا وتل الزهر وعروجا على نابلس وبئر السبع وصولا إلى النقب وما بعدُ حتى لا يكون لهذا البعد نهاية.

الحاج ربيع الحاج جواد الحاج السّر جميع هذه الأسماء تنسب إليه، وما أصعبها أن تكنّى كل يوم باسم!. لكن مغنية وحده يملك أن يحتوي لبّه جميع تلك الأسماء. ولنا أن نسمّي روحه التى لا تهدأ أيضا، فهي روح الأشتر، المقداد، عمار، ميثم، هادي، عبد الناصر، غيفارا، وكل من بثّت الثورة فيه إلهامًا.

نمرّ على إصبع الجليل أيضا، نشمّ ريحه هو. نراه خلف الشجر، ونسمع حسيسه بين الصخور. هذا المجهول الخفيّ ما زال بعدُ خفيفا على هاتيك الأرض، وما زالت الأرض غنّاء به. يا لسعدها!

نعود ولا نعود، فهو فكّ أحجية المكان، وأعاد للأرض خضرتها وللروح مفاتيحها وصال على ربى الأديم فنبت على كل يابسةٍ “رضوان” ليُرسم بتفاصيله التامة ونرى لأول مرة وجه العماد. كلا، لم يدنُ منه الحتف ولا أُرّخ بعدُ في قائمة الميّتين وما زال الكثير ليظهر من ألمعيّة مغنيّة.

تبصرة: الصورةالتقطت في قرية زبقين الجنوبية قضاء صور في وادي الدلافة

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم