الرئيسية / ثقافة عامة / ردّا على المهلّلين لنسبة العنوسة المرتفعة: “الزواج لا يصنع من الفتاة فرادتها وجوهرها وليس إنجازاً بحد ذاته”

ردّا على المهلّلين لنسبة العنوسة المرتفعة: “الزواج لا يصنع من الفتاة فرادتها وجوهرها وليس إنجازاً بحد ذاته”

غفران مصطفى |

كل بنت تخطت ال٢٥ من عمرها تتكاثف الأسئلة من حولها عن الزواج، واستغراب كثيرين من جواب خلوها من قصة تتجه نحو ارتباط رسمي. وهذا ما أسمعه شخصياً بشكل دائم. وتتحول الأسئلة بعد ذلك عن السبب، وإذا ما كانت تجيد الطرق “الحذقة” للوصول إلى الشاب الذي يعجبها. وبعد ذلك تنهال النصائح بألا “تتبغدد” حتى لا يفوتها القطار، وتدخل في عداد “العانسات”.

هذا المصطلح الذي خلفته البيئة التي لا تبحث في عمق التجربة، إنما مجرد ولوج حالة اجتماعية تُسقط عنها مسميات جاهزة وتافهة. ولهذا السبب، للجلد الذي تتعرض له معظم الفتيات، يذهبن نحو تجارب فاشلة تقود إلى الطلاق، ويُستغرب بعد ذلك من ارتفاع نسبة الطلاق، وتتعرض البنت بعد ذلك لجلد من نوع آخر، أنها تتعالى على بناء أسرة مستقرة، وتفضل أولويات الحرية، والانسحاب من المسؤوليات.
كل ذلك يحصل فيما يغيب إدراك كلي عن معنى الزواج الحقيقي، وعن كون أن البنت لم تتزوج بعد هو قرار شخصي بحت، إما لعدم رغبتها بالفكرة في الوقت الحالي، وإما أنها تريدها لكنها لا تلوذ إلى أي وسيلة للوصول إلى شريك حياتها. ولا تفعل سوى انتظار الشخص الذي يلائم روحها وقلبها وعقلها. وهذا الأمر ليس من شأن أحد التدخل فيه، ولا في إسقاط تصنيفات مقيتة عليها. 


الزواج لا يصنع من الفتاة فرادتها وجوهرها وليس إنجازاً بحد ذاته، إذا لم يكن مكملاً لقناعاتها وطريقة حياتها واهتماماتها ومشاريعها وهدفها من شريك الحياة. وإلا أصبح هماً عليها وعائقاً في درب حريتها.


لذا، كفى تصنيفات ونصائح وتحذيرات. لا أحد سيعيش حياتها إذا اتخذت قراراً غير مدروس، ولم تعش الحياة التي تستحقها.

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم