أعداد اللبنانيين إلى تناقص، إذ لم تعد الهجرة منحصرة بالشباب، بل أصبحت تطال العائلات لتلامس نسبة المهاجرين نحو 23 في المئة من أعداد المقيمين.
إحصاءات المركز التربوي للبحوث والإنماء في جداول توزيع التلامذة، بحسب الجنسيات للأعوام الدراسية العشرة الماضية (2009/2010 حتى 2018/2019)، حول تطوّر أعداد التلامذة اللبنانيين، تكشف أرقاماً مخيفة تُظهر الأعداد الكبيرة للعائلات المهاجرة، إذ توضح الأرقام أن عدد التلامذة اللبنانيين في كل قطاعات التعليم، الرسمي والخاص، زاد نحو 45 ألف تلميذ/ة خلال 10سنوات، وهو رقم متواضع مقارنة بنسبة الولادات السنوية التي تراوح بين 60 و70 ألف ولادة سنوياً (15 في الألف). بمعنى آخر، الأمر المنطقي هو أن يزداد عدد التلامذة سنوياً بمعدل 65 ألف تلميذ/ة، أي نحو 650 ألفاً خلال السنوات العشر الماضية (مع إسقاط نسبة التسرّب المدرسي الضئيلة بحسب الأرقام الرسمية). إلا أن الواقع هو أن هذه الزيادة في عدد التلامذة لم تتجاوز 45 ألفاً.
في تحليل سريع للأرقام، يتبيّن أن هناك 600 ألف تلميذ/ة لم يلتحقوا بالتعليم بسبب الهجرة على الأرجح، إذ إن التسرب المدرسي خارج الحساب لضآلة تأثيره. وبما أن العائلة اللبنانية تتألّف، في المتوسط، من 4 أشخاص (أب وأم وولدان)، يمكن أن نعتبر أن الـ 600 ألف تلميذ/ة ينتمون إلى 300 ألف عائلة شابة، ليتضح أن نحو 1,2 مليون فرد هاجروا من لبنان خلال السنوات العشر الماضية، أي ما يقارب 23% من المواطنين المقيمين بحسب لوائح الشطب (4,3 ملايين نسمة).
ومع احتساب نسبة الوفيات السنوية (6.5 بالألف، أي ما يقارب 62 ألف وفاة)، نستنتج أن تعداد السكان اللبنانيين تناقص نحو 260 ألف نسمة خلال السنوات العشر الماضية بسبب الوفاة، تضاف إلى هجرة العائلات ليصبح الرقم 1,45 مليون نسمة، وتصبح النسبة 33% من مجمل السكان. وبذلك، يكون معدل الاستنزاف في عدد السكان 85 ألفاً في السنة. وبالتالي، لم يعد معدل النمو في حصيلته الواقعية إيجابياً، بل تناقصيّ، لكون النزف في هجرة العائلات الشابة والشباب يفوق نسبة ولادات المقيمين، ليصل التناقص في عدد السكان إلى 20 في الألف مقابل نسبة ولادات تبلغ 15في الألف، بفارق ناقص 5 في الألف!
المصدر: جريدة الأخبار