الرئيسية / أخبار محلية / نفضة في حزب الله

نفضة في حزب الله

يَمضي حزب الله في تشدّدهِ داخليّاً من بوّابة مكافحة الفساد، من يرصد خطاب الحزب اليوم، يُمكنه العثور سريعاً على الإختلافات التي طبعت هذا الخطاب تحديداً عن الخطابات السّابقة .. وإلى جانب الورشة المحليّة، ثمّة أخرى يدور رحاها بهدوء داخل مؤسّسات الحزب، تحمل صفة التشدّد ايضاً، هي أقرب إلى نفضةٍ منها إلى ورشة.

حزب الله بيرغماتيته المعهودة وخبرتهِ المتراكمة بأنواع المواجهات، يُدرك أنّ الحرب التي تُخاض ضدّه اليوم تحت عناوين ماليّة، ما عادت من النوع القابل للتأويل، هي بشهادة الأمين العام السيّد حسن نصرالله، حرباً لا يقل شأنها عن شأن الحرب العسكريّة والأمنيّة.. بهذا المعنى يتخذُ الحزب وضعيّات وتدابير خاصة للمواجهة.

في داخلِ غرف الحزب، تُسمع بوضوح أصوات «دق الشواكيش» وضجيج «الكومبريصات» التي فعّلت محرّكاتها إلى الدرجةِ القصوى، وهذه تنشطُ في نفضة «الضم والفرز» التي تشهد عليها الوحدات الإداريّة.

تتحدّثُ المعلومات عن توجّه عام لدى قيادة حزب الله في المرحلةِ المُقبلة لإحداث «نفضة» واسعة، من ضمنها إجراء مناقلات إلى جانبِ إتمام عمليّات دمج في الوحدات من ضمن مشروع عصر النفقات وهو أحد آليات مواجهة الضغوطات المترتّبة عن الحرب الماليّة ضدّه.

الموضوع لا يتّصلُ أبداً بحصول تبدّلات طارئة داخل بنية الحزب، بل يتّصل الأمر بالتّحديات التي توجب اتخاذ تدابير تتلائم وطبيعة المعركة، أضف إلى ذلك أنّها أتت في توقيت عمليّة الهيكلة التي يتبّعها الحزب دوريّاً، ولكن ما رفَعَ من شأن الإجراءات أنّها تأتي في ظل ظروف استثنائيّة تتقاطعُ مع أخطر مستوى حرب ماليّة تُخاض ضد المقاومة.

خلال الفترة الماضية، تمدّدَ جسد حزب الله على نحوٍ لافت، ما أوجبَ طبعاً زيادة في الموازنة والمصاريف بما يتناسب واتساع الجسد، ومع حضور الحرب في سوريا عاملاً فرضَ نفسه بقوّة، زادت الحاجيّات وزادت معها المطالب، ما أجبرَ حزب الله على استنفار احتياطاته الماليّة استثنائيّاً واستنزاف قسمٍ كبيرٍ منها نتجيةً للظرف الاستثنائي عينه، ومع وضع الحرب السوريّة أوزارها أو تكاد، دخَلَ الحزب في عمليّةِ إعادة تنظيم وهيكلة إداريّة داخليّة، ليتماهى مع التغييرات التي طرأت، وتراجع الحاجيّات التي جنّدها خلال فترة الحرب.

تتحدّثُ المعلومات عن أنّ حزب الله خفّفَ حضوره العسكري على كثيرٍ من المحاور داخل سوريا، لكنّه أبقى على جسمٍ عسكري ثابت في مناطقٍ محدّدة يعتبرها «نقاط استراتيجّية». هذا الأمر، أرخى بإيجابيّة عليه و خفّفَ من الضغوطات. وطبعاً، عمليّة التخفيف من الطبيعي أنّ تنسحب على الجوانب الإداريّة الأخرى المتّصلة بالجسم العسكري، من هُنا شرَعَ الحزب في إجراءِ تعديلات داخليّة محدّدةً، جسديّاً ولوجستيّاً، ما أتى عليه بوفرٍ مالي جيّد جدّاً الى جانب ترشيد ادارته.

وليس سرّاً إن قلنا أنّ مستويات الوفر المالي ارتفعت قيمتها منذ مدّة رغم قساوة العقوبات الماليّة، لا بل زادت مع إدخالِ السيّد نصرالله تدبير «قجة الدعم» مرّة جديدة إلى قاموس المواجهة، بعد أنّ شعرَ القسم الأكبر من المؤيّدين للحزب منذ فترة طويلة، أنّه باتَ مكتفٍ ذاتيّاً ولا يحتاج إلى مصادرِ تمويل أخرى.

ومن الطبيعي، أنَّ ضخ نصرالله الروح إلى تدبير «القجّة»، عادَ على حزب الله بفائدة ملموسة، وادخلَ نوعاً من الموارد الماليّة التي كانت مجّمدة إلى خزينته.. المعلومات  تتحدّث أن خطاب نصرالله عاد عنه رفد خزائن الحزب بكميات هائلة من العملة الصعبة قدرت بأكثر من ٧ مليون دولار، ضخت من مصادر متنوعة وجيوب مؤيدي المقاومة الذين تبرعوا بها نقداً إلى الحزب، وعلى ما تؤكّد المعلومات، هذا المبلغ تمَّ تجميعهُ بأقلّ من إسبوعين.

أمّا اللّافت بحسب معلومات مصادر مقرّبة من حزب الله، أنّ طبائع الدعم لم تأتِ من جهةٍ طائفيّة محدّدة، أي الشّيعة، بل توزّعت على الموزاييك الطائفي في لبنان، ما يثبتُ مرّة جديدة أنّ للحزب قدرة على جذبِ أبناء الطوائف الأخرى إليه، خاصّة خلال فترات الأزمات.

وليس سرّاً إن قلنا ايضاً، أنّ الأموال التي أهدقت على حزب الله خلال أسبوعين من كلام السيّد نصرالله، ساهمت كثيراً في إراحته نقديّاً، لكن أبرز ما نتجت عنه هو أنّها أثبتت وجود مقدرة للحزب على «تسكير» الكثير من احتياجاتهِ الماليّة من أموال الدعم التي تأتيه من خارج الآليات المصرفيّة المعتمدة، وهذا ما يعطي تأميناً اضافيّاً للأموال.

وثمّة إعتقاد تلهج به أوساط قريبة من الحزب، حول أنّ عنوان المرحلة القادمة زيادة قابليّة الدعم تجاه المقاومة، وسطَ معطيات تؤكّد إرتفاع نسبة التجاوب مع الدعوات، وهذا الإجراء طبعاً، سيكون محل تدقيق أميركي لكن من دون أي قدرة على إيقافه لكونهِ لا يمرّ من ضمن الأطر الماليّة التي تضع الإدارة الاميركيّة يدها عليها.

ليبانو ديبايت

شاهد أيضاً

20% من المدارس الرسميّة خرقت إضراب هيئة التنسيق

في اللقاء مع هيئة التنسيق النقابية، أمس، طرح وزير المالية غازي وزني أفكاراً يعتقد بأنها …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم