الرئيسية / ثقافة عامة / انت تُسوِّق وانت تدفع!

انت تُسوِّق وانت تدفع!

احمد شعيتو|

 

كثرت على مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاعلانات والصفحات الترويجية بشكل هائل حتى اصبحت المفاضلة مهمة غير سهلة واصبح التحقق من المصداقية يحتاج لذوي اختصاص! واذا كان الترويج لمنتجات معينة يستغل عالم الانترنت والتقنيات الحديثة من اجل جذب مزيد من الناس ويمكن ان يصل الى ادخال اعداد مزورة من المتابعين للمنتج والصفحة الترويجية فإن الاخطر هو اسس الترويج لافكار واشخاص لانه يمس بقضايا مجتمع لا حاجات فرد وعائلة.
اصبحت وسائل التواصل منصة كبرى واساسية لصناعة راي عام حول منتج او فكرة، وامام فورة اعلام ووفرة معلومة في عصر الاعلام الجديد المتمثل بمواقع الاعلام الاكتروني و مواقع التواصل فالجميع هنا لا يتلقى او يشارك جزئيا فحسب كما في عصر الفضائيات بل ان التفاعل متاح والمشاركة مفتوحة، فيبرز السؤال حول اسس التفاعل او ضبط حدوده وهو يعكس بطبيعة الحال اطباعا وعقليات شتى، اما المعلومة الواردة فلا ضمان لدقتها فبات التدقيق واجبا خاصة اذا كان المتلقي هو الناشر وباعداد هائلة من المشاركة في وقت يسيطر فيه حب البروز .
في ظل استغلال يحصل من قبل جهات تسعى للفوضى المجتمعية او ترويج وتسويق لاطراف ما وتشويه اطراف اخرى بات من الضروري التنبه والتدقيق، ولكن للاسف نرى على وسائل التواصل ضياعا للاولويات فيطغى نشر ما هو سطحي على الاهم من القضايا ويصبح نشر صور شخصية او نشاط عائلي هو الاهم لدى كثيرين لآن المشكلة متواجدة اساسا في مجتمع كثير من افراده يفضلون مسار الحياة الروتيني والتسلية والراحة على الامور الاهم او المساهمة في تغيير الاوضاع العامة.
بل الاخطر ان ننشر بطريقة “نسخ – لصق” لاخبار ومعلومات غير موثوقة المصدر، فالمتلقي هنا دوره مهم في التمييز ودور المثقفين يصبح اولوية، وبغياب الثقافة والتنبه يصبح من السهل الاقتناع بفكرة والمسارعة لنشرها او النشر لمجرد حب الظهور فتكون بذلك مروجا دون ان تدري، ودون ان تكسب شيئا بل يدفع المجتمع -وانت منه- ثمنا لنشر الافكار المخادعة والضارة او المحرضة لان الامر لا ينتشر في عالم افتراضي كما يسمونه بل هو عالم واقعي قائم بذاته يعكس ما هو موجود في المجتمع بل مع اضافة امكانية التواصل والتفاعل مع وجود هذه “الانفوميديا” السريعة الوصول وانتشار الاخبار والفيديوات وسهولة استخدامها في المكان والزمان حيث ينتشر استخدام الهواتف الذكية بين الجميع مع سهولة النشر المتسلسل دون التركيز على استقاء الخبر والمفكرة من مصادر مباشرة او معروفة بمصداقيتها.

شاهد أيضاً

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم