لم يعد نفوق الكائنات البحرية في لبنان مجرد حوادث عابرة تمر مرور الكرام، وهذا ما يؤكد أننا نسير نحو تكريس البحث العلمي سبيلا لفهم أكبر وأعمق لبيئتنا البحرية ولنظمها الإيكولوجية، وليس أمرا عاديا أن يصار إلى تشريح دولفين نافق، ومثل هذا الأمر لم نعهده من قبل، كما أنه ليس ترفا علميا أيضا، وإنما حاجة تمليها ضرورة البحث والتوثيق، وهي محط اهتمام عالمي توليه مراكز الأبحاث كل اهتمام وترصد لأجله موازنات لمشاريع تحث العلماء على ضرورة دراسة حالات رصد ونفوق الكائنات البحرية والوقوف على أسبابها.
وبعد حادثة نفوق الدولفين على شاطئ عدلون، تبيّن أنه ينتمي إلى العائلة الدولفينية ورتبة الثدييات المائية، واسمه العلميTursiops tracatus ويعرف باللغة الإنكليزيةBottlenose Dolphin وبالعربية دولفين كبير، ويعيش ضمن مجموعات كبيرة عادة، وهو من الأنواع المعروفة التي تعيش في بحر لبنان، إلا أن هذه العائلات أو المجموعات تنقسم في بحرنا إلى مجموعات صغيرة، نظرا لقلة الغذاء، بحيث لم ترصد في بحرنا مجموعات تضم أكثر من سبعة دلافين”.
وخلال عملية التشريح التي قام بها الدكتور غابي خلف من مركز علوم البحار، تبيّن بأن أسباب نفوق الدلافين عديدة، منها العجز، ويعتبر طبيعيا كما في حالة دولفين عدلون من حيث الحجم والطول، وبشكل عرضي حين يقع في شباك الصيادين فيقضي اختناقا، أو بالاعتداء عليه، وقد تنفق الأحياء البحرية نتيجة الاختناق بالبلاستيك.