أقام منتدى الفكر والأدب في مدينة صور لقاءً حوارياً مع عضو اللقاء التشاوري النائب عبد الرحيم مراد تحت عنوان ” لبنان في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية”، وذلك في قاعة المنتدى بحضور رئيس المنتدى الدكتور غسان فران، وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وعدد من الفعاليات والشخصيات البلدية والثقافية والاجتماعية والتربوية، وحشد من المهتمين.
قدم اللقاء الدكتورة رجاء فران فقالت إن لبنان يعيش حالة غير مسبوقة على الصعد كافة، سياسية كانت أم اقتصادية، في ظل المتغيرات الدولية والاقليمة وما تحمله من رياح هوجاء، تعصف ليس بلبنان فحسب، بل المنطقة برمتها تتجاوز ما ألفناه على مدى السنوات المنصرمة.
وأضافت فران إن جغرافية لبنان جعلته يتأثر بلظى النيران المشتعلة خلف الحدود، فالحرب على سورية واشتداد أوارها، كان له انعاكساته الواضحة على المستوى الأمني والسياسي إضافة إلى الاقتصادي منه، ناهيك عن إرادة البعض تكبيل العلاقة اللبنانية السورية بأصفاد السياسة الدولية التي لم تنتج سوى الأزمات المتنقلة والمتلاحقة في شتى الميادين، ولا ننسى العدو الجاثم جنوبا، وأطماعه التي باتت لا تخفى على أحد (من أرض ونفط) وغيرها من أمور خبرناها جميعاً على مدى سنين طوال، ما برحت أذهان اللبنانيين تضج من ذكرها.
وتابعت فران أمام هذا الكم الهائل من الأزمات تبرز الازمة الاقتصادية الداخلية بأنيابها الحادة، لتنهش ما تبقى من مقومات العيش الكريم للمواطن الذي يئن تحت وطأة الحاجة لأبسط الحقوق المعيشية والاجتماعية، حتى بات شعور الناس بأن الساسة في لبنان، يعيشون عالمهم الخاص المنفصل عما يجري على أرض الواقع، وإذا أردنا تشبيه ما يجري في لبنان، فهو أشبه بالمنزل الذي يحترق، فيما خمس شاحنات تعمل لإخماد الحريق، وبدلاً من العمل معا لإطفاء هذا الحريق، تشاجر رجال الإطفاء في أي جزء من المنزل يجب إطفاء النيران أولاً، ومن يتحكّم بأوّل خرطوم مياه ، بينما الحريق ينتشر من دون السيطرة عليه، ويمكن أن يصل الى نقطة اللاعودة.
من ثم كانت مداخلة للنائب مراد لفت فيها إلى أنه لدينا مشاكل كثيرة في الوضع اللبناني، منها في ما يتعلق بالوجود الفلسطيني والنازحين السوريين، فنحن والفلسطينيون نفس واحدة لا سيما وأن أغلبيتهم ولدوا وعاشوا في لبنان، ولكن لا يجوز أبداً أن نقبل بالتوطين، لأن القضية الفلسطينية هي قضيتنا كما هي قضية الأخوة الفلسطينيين، وقد عملنا على إدراج بند عودة اللاجئين الفلسطينيين في مؤتمر القمة العربية التي عقد عام 2003، ولكن تم شطبه من قبل وزير الخارجية الإسرائيلية عندما قدم له السفراء الأردني والفلسطيني والمصري مبادرة القمة العربية، وتم شطبه لاحقاً في الأمم المتحدة، وهذا أكبر خطيئة ارتكبت.
وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين، أشار النائب مراد إلى أن الغرب يقاتل لاستمرار وجود النازحين السوريين في لبنان، ويدفعون حوالي الـ 3 مليارات دولات مساعدات لهؤلاء لكي يبقوا في لبنان، وعليه إذا أرادوا الذهاب إلى سوريا ولا يملكون الأموال ولا يريد أحد مساعدتهم، فكيف سيعودون، وبالتالي إذا أراد الغرب مساعدتنا في هذا الموضوع، فعليه أن يعلن بأن كل من يريد أن يعود إلى سوريا سيدفع له في سوريا ما يدفع له في لبنان، وعندها لن يبقَ نازحاً واحداً في لبنان، ولكن هناك مؤامرة لها عدة اعتبارات.
وفي الختام جرى نقاش وأسئلة بين النائب مراد والحاضرين حول قضايا عدة.