الرئيسية / أخبار صور / العلامة الشيخ علي ياسين العاملي هنأ بعيد المقاومة والتحرير: لانجاز الموازنة والتفرغ لحل ازمات المواطنين

العلامة الشيخ علي ياسين العاملي هنأ بعيد المقاومة والتحرير: لانجاز الموازنة والتفرغ لحل ازمات المواطنين

هنأ رئيس لقاء علماء صورومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي الشعب اللبناني بعيد المقاومة والتحريرالذي ارسى شعلة المقاومة في الوطن العربي واعاد الامل بتحرير فلسطين.
وتابع العلامة ياسين: نطالب المسؤولين اللبنانيين تحمل مسؤوليتهم والاسراع في انجاز الموازنة حتى تتفرغ الدولة لحل ازمات المواطنين الحياتية والمعيشية.
كلام العلامة ياسين جاء ضمن خطبة الجمعة التي القاها في مسجد المدرسة الدينية في مدينة صور حيث اضاف في موضوع ترسيم الحدود البحرية: ندعو المسؤولين في لبنان للثبات على حقوق لبنان البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة وعدم الاتكال على الوسيط المشكوك بنزاهته.
وختم العلامة ياسين إن المقاومة في لبنان وفلسطين تسير على طريق تحرير المنطقة من العدو الصهيوني وستلتقي ان شاء الله في الحدود اللبنانية الفلسطينية.

خطبة الجمعة[معركة بدر؛دروسٌ وعِبَرٌ] فضيلة الشيخ علي ياسين العاملي 24-5-2019م

بعد غار حراء، وبداية البعثة النبوية الشريفة؛ ثلاث عشرة سنة من التبليغ في مكة، ثلاثة بالسر، والباقيات علناً، بعد حادثة إنذار الأقربين من عشيرته (ص)، والتحدي يزداد من كفار قريش للدعوة الإسلامية، ما اضطرّ بعض المسلمين للهجرة إلى الحبشة، وبعد رحيل الحامي لنبي الله أبي طالب والمسانِدة والداعمة السيدة خديجة في السنة العاشرة للبعثة؛ ازداد أذى الطواغيت من قريش وتهديدهم لحياة النبي (ص) وللوجود الإسلامي؛ ما اضطر البقية من المسلمين وعلى رأسهم رسول الله (ص) للهجرة إلى المدينة المنوّرة، بعد أن وصل الأمر بطواغيت الكفر إلى التآمر على التصفية الجسدية لرسول الله (ص)، وبعناية إلهية ومعجزة ربّانية استطاع النبي (ص) الخروج من بين القتلة المتهالكين على النيل منه (ص)، وقد لحق به ابن عمّه ومفديه بنفسه علي ابن أبي طالب (ع) مع جمعٍ من الفاطميات، بعد أن أدّى أمانات رسول الله (ص) إلى أهلها في مكّة، وقد وجد النبي (ص) في انتظاره في قباء بالمدينة، وبوصول علي (ع) دخل النبي (ص) إلى المدينة، وأسّس المسجد، وآخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار.
وبعد استقرارهم في المدينة نزلت آيات قرآنية تتحدّث عمّا تعرّض له المسلمون من ظلم، وتأذن لهم بالقتال، منها قوله تعالى ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ “، فخرجت في السنة الأولى للهجرة سريّتان؛ إحداهما بقيادة الحمزة بن عبد المطلّب (ع)، بقصد قطع الطريق على قافلة لتجار قريش، ومصادرة أموالها، وفي السنة الثانية علم النبي (ص) أنّ أبا سفيان عائدٌ بتجارته من الشام؛ فقرّر النبي (ص) الخروج من المدينة لقطع الطريق على القافلة، لكنّ أبو سفيان علم بالأمر، فأرسل إلى مكة يستنهض أهلها لإنقاذ أموالهم، ومنع المسلمين من السيطرة على القافلة، فجهّزت قريش جيشاً وزحفت به نحو بدر؛ لملاقاة المسلمين الذين لم يكونوا قد خرجوا للحرب، فكان عدد المسلمين لا يزيد على الثلاثمائة إلاّ قليلاً، ولم يعدّوا للحرب عدّتها، فكان معهم فرسان أحدهما للزبير بن العوام، والآخر للمقداد بن الأسود، وسبعين بعيراً يتعاقب الرجلان والثلاثة منهم على البعير الواحد، ولم يكن معهم من السلاح إلاّ ما خفّ، وقد كان جيش المشركين يزيد على عدد المسلمين بثلاثة أضعاف؛ مجهّزين بالأسلحة والخيل والجِمال، وصلوا بدراً وقد وصلهم خبر من أبي سفيان بنجاته والقافلة من قبضة المسلمين، وقد طلب منهم الرجوع، لكنّ الكبرياء أخذ منهم مأخذه، فقال طاغيتهم أبو جهل: لا نرجع حتى نرد بدرا، فنقيم عليها ثلاثا، ننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا، فلا يزالون يهابوننا .
عرف المسلمون بما أعدته قريش، وأنّها جاءت بقضها وقضيضها وفرسانها وطواغيتها مدجّجة بالسلاح، وأنهم يرونها فرصة لشفاء غليلهم من محمد (ص) ومن معه والقضاء عليهم،أخبر النبي (ص) المسلمين بما عليه المشركون، وقال: أشيروا عليّ . لأنه (ص) لا يريد أن يلزمهم بالحرب، بل يكون الأمر باختيارهم، وتلك حكمة الله سبحانه، ليرى المسلمون أثر الإيمان في المواجهات، فتجلت محبة الله ورسوله والتسليم والطاعة، فقام المقداد بن عمرو متحدّثاً بلسان قومه، وخاطب رسول الله (ص) قائلاً:يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ” اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ” ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا أنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد (موضع باليمن، أو هو أقصى هجر، أو مدينة بالحبشة) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول الله خيرا ودعا له به .
وكرّر النبي (ص) قوله للناس: أشيروا عليّ أيها الناس . فقام سعد بن معاذ وكان يحمل لواء الأنصار وكان زعيمهم، فقال قول الواثق من صدق موقف قومه:والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل ، قال : فقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق ، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في الحرب ، صدق في اللقاء . لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله .فسرّ النبي (ص) بجواب سعد وقال: سيروا وابشروا؛ فإنّ الله وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأنّي أنظر مصارع القوم .
ولصدق المسلمين وثباتهم أنزل الله عليهم النعاس والمطر ليثبّت به قلوبهم، وليذهب رجس الشيطان عنهم، قال تعالى ” إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَـزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ ” .
وصل المسلمون إلى موقع بدر قبل قريش، التي أخّر وصولهم الأمطار التي صعّبت مسيرهم، وقد درس القريشيون حال المسلمين، فتأكدوا أنّ عددهم قليل، وليس لهم منعة ولا ملجأ إلاّ سيوفهم، وقال لهم الخبير منهم: إنّ هؤلاء بالحال التي هم عليها؛ لا يُقتل الرجل منهم إلاّ بعد قتل رجلٍ من قريش، لأنّهم على أتم الاستعداد النفسي للحرب، وقد أرسل النبي (ص) إلى قريش أنه لا يميل للحرب معهم، وحذّرهم من المعركة، بعض العقلاء من قريش اعتبروا رسالة النبي (ص) منصفة [كحكيم بن حزام]، لكن المُتغطرس أبو جهل المغتر بعدده وعدّته منع المشركين من العودة بدون حرب، ظنّاً منه أنه قادر على النصر والقضاء على محمد وأتباعه ودينه، بدأت المعركة صبيحة اليوم السابع عشر من شهر رمضان، وكانت قريش مُستعجلةً للقتال؛ فبرز منهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس، والوليد بن عتبة بن ربيعة، فأخذوا يجولون في الميدان، داعين للبراز، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار، ولمّا عرف عتبة أنهم من رجال المدينة قال لهم: ما لنا بكم من حاجة . ونادى: يا محمد أخرج لنا أكفّاءنا من قومنا . فقال رسول الله (ص): قم يا عبيدة بن الحارق، وقم يا حمزة، وقم يا علي . فبارز كل واحد منهم من كان على سنّه، فبارز عبيدة شيبة، وبارز الحمزة عتبة جد معاوية لأمه، وبارز علي الوليد بن عتبة، فقتل علي الوليد، وقتل الحمزة عتبة، وأعانا عبيدة الذي كان قد أصيب على قتل شيبة، وحملا عتبة إلى المُعسكر، فاشتدت نيران الحرب، وثبت المسلمون، وقد أيدهم الله بنصره،فلم تستمر المعركة أكثر من نصف النهار، وفي السيرة؛ أنّ النبي (ص) أخذ قبضة من الجص والتراب أثناء المعركة ورمى بها على قريش، وقال: شاحت الوجوه، اللهم أرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم . ثم قال (ص) لأصحابه: شدّوا عليهم . فوقع الرعب في قلوب جيش العدو لما رأوه من شدّة بأس المسلمين وإقدامهم، وعدم خوفهم، فتركت قريش عدّتها، وهرب من استطاع الهرب .
انتهت المعركة وقد استشهد من المسلمين أربعة عشر، بينما صُرع من المشركين سبعون شخصاً، تقول الروايات: قتل علي وحده النصف، وتشارك مع المسلمين في النصف الباقي، وبهذا سطّر المسلمون أوّل انتصارٍ لهم في أوّل معاركهم التي لولا تأييد الله لهم لما تم الانتصار، رغم قلّة العدد وتواضع العُدة، وما ذلك إلاّ لأنهم أطاعوا قائدهم، وسلّموا أمرهم لله سبحانه، لعقيدتهم أنّ النصر من عند الله وحده، وقد أخرج البدريون حب الدنيا من قلوبهم، فغلبت الفئة القليلة الفئة الكثيرة بإذن الله سبحانه، فكانت بدر منارةً تنير للمسلمين طريق العزّة والحياة، وأنّه بحب الموت في سبيل الله تحيا الأمة ويظهر دين الله مهما كره المشركون .
ها هم بدريو زماننا ثابتون في مواجهة المتغطرسين والظالمين، فقد أعدوا ما استطاعوا، واتكلوا على ربّهم دون سواه؛ فانتصروا على العدو الصهيوني على طول الصراع في جبل عامل، وبالعقيدة البدرية سينتصر الفلسطينيون على الكيان الصهيوني الغاصب، لأن ليس لهم إلاّ الاعتصام بالله سبحانه، والثبات على خيار المقاومة لإسقاط صفقة القرن التي أرادت أمريكا اتمامها على أيدي أعراب هذه الأمة، الذين خلت قلوبهم من حب الله، فأصابهم الوهن والضعف، بل انغمسوا في الذل والمهانة .
إنّ يوم بدرٍ هو يوم الفرقان – كما أسماه القرآن -، كان يوماً من أيام الله الفاصلة بين الحق والباطل، وقد ترك هذا اليوم بصماته على سيرة الأمة الإسلامية، فمن استنار ببدر وبالبدريين؛ ثبت وانتصر، ومن غرّته الدنيا< تراجع وانكسر، فهاهي العربان تربط مصيرها بيد القوى الشيطانية، التي تريد أن تكون آلهة على الأرض من دون الله تعالى اسمه، لكن هيهات هيهات؛ لابدّ للحق الأبلج أن يظهر على السطيحة بقدوم المخلص المنتظر بمعية ثلة مؤمنة لا تخشى الموت ولا تهاب الحرب ولا تهوى الخنوع .
إننا نهنئ الشعب اللبناني بعيد المقاومة والتحرير، الذي أرسى شعلة المقاومة في الوطن العربي، وأعاد الأمل بتحرير فلسطين. إننا نطالب المسؤولين اللبنانيين بتحمل مسؤوليتهم والإسراع في إنجاز الموازنة حتى تتفرغ الدولة لحل أزمات المواطنين الحياتية والمعيشية. وفي موضوع ترسيم الحدود البحريةندعو المسؤولين في لبنان للثبات على حقوق لبنان البحرية والبرية مع فلسطين المحتلة، وعدم الاتكال على الوسيط المشكوك بنزاهته.
ونختم بالقولأن المقاومة في لبنان وفلسطين تسير على طريق تحرير المنطقة من العدو الصهيوني، وستلتقي ان شاء الله في الحدود اللبنانية الفلسطينية.

والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمدٍ وآله الطاهرين .

تصوير:رامي أمين

شاهد أيضاً

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم