Home / أخبار صور / الشيخ علي ياسين العاملي ماذا بعد شهر رمضان “

الشيخ علي ياسين العاملي ماذا بعد شهر رمضان “

حلّ علينا شهر الله وارتحل ، وجاء العيد ومضى ، حلّ علينا شهر رمضان ضيفاً ، وكنّا فيه ضيوفاً عند الله ، أكرم الله ضيافتنا بتسهيل صومه ، وأكرمنا بأن تخلّقنا بأخلاق القرآن والالتزام بأحكام الإسلام ، فمن أدّى لشهر الله حقّه ؛ كان له على الله حقّاً أن يخرجه من شهر رمضان كيوم ولدته أمّه ، يقول أمير المؤمنين (ع) : إن أدنى ما للصائمين والصائمات أن يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان : أبشروا عباد الله، فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون؟!. نسأل الله تبارك أن يكون شهر رمضان قد ارتحل عنّا شاهداً لنا بالحسنات والقيام والصيام وحسن العمل وإتقانه ، وأن نستمر على ما كنّا عليه في شهر الله ؛ من خشية الله ومحاسبة للنفس ، متمسّكين بالنهج والخُلق النبوي المحمدي ، لا أنّ يؤثّر علينا حب الدنيا ونعود للإنغماس بالملذّات والشهوات ، حتى لا نكون كمثل امرأةٍ ” نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ” كانت تنشغل كل نهارها بالغزل وتحكمه وتتقنه جيّداً ؛ حتى إذا انقضى النهار أفسدت كلّ ما صنعته ، قال تعالى ” وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ۚ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ” .
من علامات قبول أعمالنا في شهر الله ؛ أن نستمر بعده بما كنّا عليه في شهر رمضان من إعمارٍ للمساجد وصلةٍ للأرحام وصدقٍ في الحديث وبرٍ للوالدين ومحافظةٍ على الفرائض ، فإنّ شهر الله شهر التقوى والصبر والجهاد والرحمة ، فلنراجع أنفسنا ونراقبها ، هل خرجنا من شهر رمضان نحمل شهادةً في التقوى ؟ هل تعلّمنا الصبر على الطاعة ، والصبر عن المعصية ؟ هل نجد في أنفسنا حبّاً للجهاد وصبراً عليه بكلّ أنواعه ؟ ؛ فإن وجدنا تغيّراً بأنفسنا نحو الأفضل ؛ حينئذٍ علينا أن نعيش فرح الطاعة بقيامنا وصومنا ، لأنّها من علامات القبول ، عن أمير المؤمنين (ع) : كونوا لقبول العمل أشدّ اهتماماً من العمل ، ألم تسمعوا قول الله عزّ وجلّ ” إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ” ؟
في شهر الله يحصل الإنسان المؤمن على شهادة أهل التقوى ، التي هي الغاية من فرض الصيام ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” ، عن أمير المؤمنين (ع) : التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل .
التقوى تحفظ الإنسان من أن ينحرف مع الشهوات والنزوات ، لأنّ تقواه تمنعه عن ذلك ، وتصير الطاعة والانقياد ملكة لدى الإنسان المؤمن ؛ لأنّه يرى طريقاً إلى النجاة من غضب الله وعذابه ، طريق التقوى والعمل الصالح ، قال أمير المؤمنين (ع) شارحاً آثار التقوى : إن تقوى الله مفتاح سداد، وذخيرة معاد، وعتق من كل ملكة، ونجاة من كل هلكة، بها ينجح الطالب، وينجو الهارب، وتنال الرغائب … إن تقوى الله دواء داء قلوبكم، وبصر عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم، وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس أنفسكم، وجلاء عشا أبصاركم، وأمن فزع جأشكم، وضياء سواد ظلمتكم.
إذا انعدمت التقوى تفقد الأمة الأمان وتفتقد مناعتها ؛ لأنّ في التقوى حلّاً لكل مشكلات البشر ، وشفاء للأمراض الاجتماعية ، لأنّ التقوى من أهم أركان حياة المجتمع ، إذ لا شيء يقوم مقام التقوى في ضبط حركة الفرد والمجتمع ، لأنّها قانون إلهي وفريضة ربّانية توجّه النفوس نحو الخير وتردعها عن الشر ، وليست كالقوانين الوضعية الجافّة التي يعمل على مخالفتها الإنسان الدنيوي بمجرد أن يضمن عدم مراقبة السلطات له ، إنما التقوى تُشعر الإنسان المؤمن أنّه في كلّ حالاته ولحظاته – حركاته وسكناته – هو تحت لحاظ عين الله التي لاتأخذها سِنةٌ ولا نوم ، والذي يعلم ما توسوس به الأنفس وما تخفي الصدور ، إنّ المشاكل التي تعانيها البشرية من ظلمٍ وقهرٍ سببه انعدام التقوى ، لأنّ القلوب امتلأت حبّاً للدنيا ، وكلّما قوي حب القلب للدنيا كلّما ضعُفت الإرادة في مخالفة أهواء النفس ، فتصبح السيطرة للنفس الأمّارة بالسوء ، حينها يسيطر القوي على الضعيف ، ويتحكّم الغني بالفقير ، وهذا مرضٌ لا شفاء منه إلاّ بالتقوى ، يقول تعالى ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ” ، التقوى هي الدواء الشافي من الأمراض الإجتماعية ، يقول تعالى ” إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ” ، عن رسول الله (ص) : جاهدوا أنفسكم على شهواتكم ؛ تحلّ قلوبكم الحكمة . وورد عنه (ص) : لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات . عن الإمام الباقر (ع) : ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوماً – أو قال : ما أجمل عبد ذكر الله أربعين يوماً – إلا زهّده الله في الدنيا ، وبصّره داءها ودواءها ، وأثبت الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه .
التقوى هي الطريق الذي يوصل الإنسان إلى حل مشاكله كلّها ، ويصل لأهدافه بها ” وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ” فلا يقع في في المتاهات ولا ينزلق ، فإنّ الله سبحانه حينما فرض التقوى على الإنسان أعطاه من الاستطاعة ما يُمكّنه من تحصيلها – كما يريدها منه المولى سبحانه وتعالى – ، عن الإمام الصادق (ع) : ما كلف الله العباد كلفة فعل، ولا نهاهم عن شئ حتى جعل لهم الاستطاعة، ثم أمرهم ونهاهم، فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا إلا باستطاعة متقدمة قبل الأمر والنهي، وقبل الاخذ والترك، وقبل القبض والبسط . وقال (ع) : إنّما وقع التكليف من الله تبارك وتعالى بعد الإستطاعة ولا يكون مكلفاً للفعل إلاّ مستطيعاً . يقول تعالى ” لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ” ، إنّ الله سبحانه لا يُكلّف بغير المقدور ، وإذا انتفت القدرة سقط التكليف بالمقدار الذي لا يستطيعه الإنسان ، ففي النهي عن المنكر إذا لم يستطع الإنسان بواجب النهي عن المنكر بيده ولا بلسانه ؛ فعليه وجوباً أن يُنكره بقلبه ، وكذلك يجب مقاومة الظلم والوقوف في وجه الظالم ، فإذا لم يستطع الإنسان من الفعل أو القول فعليه أن يدعو عليه ويكرهه قلبيّاً ، فيتّقيه ظاهراً ويستمر في مقاومته في السر ، فلا يوادّه ولا يُحبّه ولا يتولاّه ، قال تعالى ” لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ” ، وهكذا يكون العبد ممن يتّقي الله حقّ تقاته .
يقول الشاعر عبد الله بن المبارك :
يسَامي بها الفخارِ كريمُ ألا إنَّ تقْوى الله أكرمُ نسبَة
خَرجتَ مِنَ الدُّنَيـا وَأنتَ سَليـمُ إذَا أنتَ نَافَستَ الرِّجَالَ عَلَى التُّقَى
وأنتَ على ما لا يحبّ مقيمُ أرَاك امْرأً تَرجُـو مِن الله عَفـوَهُ
ولمْ يأمَنوا منهُ الأذَى للئيمُ وإنَّ امرَأً لا يَرتَجِـي النَّاسُ عَفـوه

ومما نُسب لأمير المؤمنين (ع) شعراً :
عليك بتقوى الله ان كنت غافلا —— يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا ——– فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة ——- ما أكل العصفور شيئا مع النسر
تزود من الدنيا فإنك لا تدري —— إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة —— وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا —- وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم —– وقد أدخلت أجسامهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينوها لزوجها —— وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
فمن عاش ألفا وألفـيـــــن —— فلا بد من يوم يسير إلى القبر
إنّ التقوى هي التحرّر من قيود الدنيا ، والتمرّد على أوامر النفس الأمارة بالسوء ، فعلى الإنسان المؤمن أن يحافظ على التقوى ؛ لأنّها اللباس الذي يحميه ويقيه من حرّ جهنّم ، قال تعالى ” وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ” ، إنّ الذي يعيش التقوى يشعر دائماً بالقوة والأنس ، ولا يشعر بالضعف ولا بالوحشة ، إذ ليس مع الله وحشة ، قال تعالى ” إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ” ، التقوى هي أن تملأ قلبك حبّاً لله تبارك وتعالى ، وتخرج من قلبك حبّ الدّنيا ؛ حتى لا تقع في الخطايا وتشعر بالضعف وتتخاذل وتتراجع أمام عدوّك الذي تراه بنظرك أنّه أقوى منك وأكثر عدّةً وعدداً ، فحينها تعطيه بيدك إعطاء الذليل ، وتسلّم له أمورك وتسلّطه على نفسك وعلى ملكك ؛ كأنك لا حول لك ولا قوة ، أمّا من سكن قلبه حبُّ الله فلا يرى أحداً أقوى ، ولا أغنى ، ولا أقدر من الله سبحانه ، فحينها هذا المؤمن يثبت ويدافع عن نفسه ويحفظ ماله وأهله ويحافظ على وطنه ، لأنّه لا يخشى الموت في سبيل الله سبحانه ، حيث تنتظره الحياة الحقيقية الأبدية والنعيم الدائم ، ولا يخشى الفقر لأنّ الله بيده خزائن السموات والأرض .
إنّ حب الحياة الدنيا يدفع الإنسان لقبول حياة الذل ، ويقبل بتسلّط الظالمين على أهله وبلاده ، وهذا ما شاهدناه بالأمس القريب في قمة الرياض المشؤومة برعاية الدّجال ترامب ، لأنّهم خافوا على دنياهم ، فهاهم يعيشون حياة الذل في الدنيا والخسران في الآخرة ، قال تعالى ” قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ” ، أمّا من استغنى بالله واعتمد على الله ؛ فإنّه يعيش عزيزاً أو يموت كريماً ، فيكون له الفوز في الدنيا والآخرة ، لأنّه يجد ما عمله حاضراً ؛ فينقلب إلى أهله مسروراً ، أما أولئك التعساء الخانعون فقد عاشوا دنياهم خائفون عليها ، أذلاّء ، يتحسّرون على حياةٍ مضت ، فيقول أحدهم ” ” نتيجة إفلاسهم من الدنيا التي لم تنفعهم بشيءٍ ، وتركتهم – ولو لم يحبّوا تركها – . قال أمير المؤمنين (ع) : إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل ولا يقطعان من رزق .
خل الذنوب صغيرها *** وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض *** الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة *** إن الجبال من الحصى
إننا نشيد بالعملية التي قام بها الجيش اللبناني الوطني في عرسال ، والتي تأتي ضمن سياق حربه الاستباقية ضد المجموعات التكفيرية ، والتي تؤكّد على قوّة القاعدة الثلاثية [جيش – شعب – مقاومة] في حماية لبنان . ونسأل الحكومة وتحديداً وزارة الداخلية والبلديات ؛ متى ستعمد إلى حماية الشعب من جرائم السلاح المتفلّت ، وحالة الرعب التي يعيشها المواطنون من جرّاء إطلاق النار ، والتعاطي مع بعضهم البعض بواسطة السلاح غير المسؤول ، كما ولا ننسى خطورة موضوع المخدرات الذي يجب أن تضع الدولة خطة محكمة لمكافحته .
إنّ الحكومة اللبنانية ورئيس الجمهورية أمام إمتحانين أساسيين – في هذه الأيام – فضلاً عن الاستحقاق الإنتخابي المقبل ، متمنّياً أن يجتازاهما بما يناسب همّ الوطن وطموح مواطنيه ، خاصّة في موضوع استخراج النفط ، واستفادة لبنان من ثرواته الطبيعية ، أما الامتحان الثاني فيتركز على إقرار الموازنة العامة وشمولها على سلسلة الرتب والرواتب للموظفين في هذه الظروف الصعبة للغاية ، ونطالب الدولة بالانصراف لمعالجة قضايا الناس الحياتية والمعيشية.
وفي الشأن العربي نهنّئ الشعب العراقي بالانجازات التي حقّقها الجيش العراقي والحشد الشعبي مدعومَين من الجمهورية الإسلامية في إيران بالانتصار الواضح ضد الدولة الداعشية الباطلة في مدينة الموصل ، من هنا تأتي أهمية وجدارة ووطنية الحشد الشعبي الذي كان دوره رئيسياً في محاربة دولة الدواعش ، رغم كل أصوات النشاز ، التي كانت تشكّك في أهمية دور الحشد الشعبي وفي أهمية الدعم الإيراني للشعب العراقي ، وننوّه أيضاً بتطورات الوضع في سوريا ، والتي تؤشّر إلى إلحاق الهزيمة الثانية للمشروع الصهيو أمريكي وأدواته الجماعات التكفيرية .
ونختم ؛ مندّدين بالنفاق الأمريكي الذي يكرّر ذاته بإطلاق الاتهامات – زوراً – لتنفيذ مشاريعه ، خاصة في موضوع اتهام الحكومة السورية باستعمال الأسلحة الكيماوية أو بنيّة استعمالها ، وهذا ما يذكّرنا بالنفاق الأمريكي عندما شنّ عدوانه على العراق عام 1991م ، تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل ، التي لم يرَ العالم بأسرهِ أثراً لها بعد احتلال العراق من قبل العدوان الأمريكي .
وأخر دعوانا أن صلّ اللهم على محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين .

خطبة الجمعة ” ماذا بعد شهر رمضان ”

تصوير:رامي أمين

Check Also

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم