“ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح
في أسرار ليلة التفاهم على تسمية دياب بين أفرقاء 8 آذار والتيار الوطني الحرّ، اُبلِغَ “الخليلان” في فترة بعد الظهر قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الاعتذار عن قبول تولي التكليف بإدعاء عدم حصوله على الغطاء المسيحي الكافي. لكنهما طالبا إستمهاله لبعضِ الوقت ريثما “يعملان على حلّ المسألة”.في هذا الوقت، نشط حزب الله متلازمًا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على مسار “إزالة الالتباسات” بين الحريري ورئيس الجمهورية، لكنهما فوجِئا بمضمون بيان إعتذار الحريري.كان قد سبق ذلك، تكوّن أجواء لدى حزب الله فحوها، أنّ الرئيس الحريري إنصاع إلى الرغبة الاميركية بإخراجه من دائرة الترشيح وقِبِلَ استبداله بالسفير السابق نواف سلام الذي كان قد بدأت ورشة تعويمه لدى الكتل. فَهِمَ الحزب، أنّ الحريري قد إنقلب مجددًا، وبالتالي أربكَ قراره الدوائر الثلاث المعنية في وقتٍ لم يكن هناك من تصوّرٍ للبديل الذي يفترض أن يواجه خيار نواف سلام. فبدا التعامل مع الموقف على أساس وجوب إيجاد مرشّحٍ بديلٍ.سريعًا، فَعَّلَ فريق حزب الله – أمل – التيار الوطني الحر الخطة “ب” التي كانت تنصّ على وجوب تأمين مرشحٍ. أخرج الرئيس برّي أرنبه، وفي لائحةٍ مكونةٍ من مجموعة أسماءٍ كان حسان دياب الأكثر قبولاً، علمًا، أنّ رئيس الجمهورية التقاه مرّتَيْن خلال هذا الأسبوع.ليلاً، توجّه الخليلان والتقيا بدياب، وقدّما له الاقتراح، فكان أن طالبَ بـ”ضماناتٍ” في حال قبوله تكفل بقاء ثلاثي الحزب – أمل – التيار إلى جانبه في المهمة. في المقابل، طلبَ الخليلان تعهدًا من دياب بعدم الانجرار إلى الضغوطات أو إعلان عزوفه بعد التكليف.. الطرفان قالا “نعم” فعُقِدَت التسوية، رغم أن دياب عادَ ونفى الواقعة لاحقاً.كان الهدف، قطع الطريق على المسعى الأميركي. في المقابل، كانت الخطة الموضوعة، أن يستغلَّ الحريري الخلل لدى الثلاثي، فيلجأ إلى تسمية نواف سلام إنصياعًا للرغبة الاميركية – السعودية، ولو حدث ذلك، لكان قد أدى إلى تعديلٍ في موقف آخرين مثل “القوات”. وعليه، لجأ الثلاثي إلى تسريب إسم “دياب” بعد الاتفاق معه على أساسِ معادلة “دياب مقابل سلام” التي تكفل بإحراق الأخير.عقب الاتفاق، إنتقلَ وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل إلى إبلاغِ الرئيس الحريري بالمضمون. وفي المعلومات، أرادَ الوزير خليل تأمين غطاء سني للمرشح عبر تأمين تسمية من كتلة “المستقبل”، لكن الحريري أجابَ بأنّه “ليس في وارد أن يسميَ أحدًا”. لكن الشكوك كانت تراود ظنون الثنائي من إحتمال خروجِ الحريري عن الالتزام الذي قطعه بإتجاه تسمية نواف سلام.