الرئيسية / أخبار صور / موسم الحج إلى الضاحية

موسم الحج إلى الضاحية

عبدالله قمح – “ليبانون ديبايت”

الخطأ الأكبر الذي إرتكَبَه حزب الله عند بداية عام 2020، أنّه “دسَّ” يده في تركيب الحكومة ما أوقعه في “جورة” حلفائه. في المقابل، ثمّة من يعتبر، أنّه لولا “يد الحزب” لكان الحلفاء “قَبَّروا بعض”!

أما نتيجة ما توصَّلَت إليه عمليّة إنتاج الحكومة، فإنّها “دقَّت أسافين” بين معظم حلفاء الصفِّ الواحد إلى مستوى أصبحَ هناك ضرورة لعرض الحالات كلّها أمام “الأشعّة السينية” وفحص معدّل الضرر الذي تعرّضوا له، ولاسيّما منهم حزب الله الذي طاولته “عوارض الصدمة”.

الحزب بدوره، يقيس الأمور بـ”مزيجٍ” بين البراغماتية والمصلحة السياسيّة في آنٍ. بالنتيجةِ، هو لا يريد خسارة حلفائه، ولا أي منهم، وطبعًا هذا ينسحب عليهم أيضًا، كذلك، فإنّ حزب الله لا يريد أن يخسرَ هؤلاء بعضهم بعضًا، لا بل أنّه يشدِّد دومًا على بقائهم يدًا واحدة مع الأخذ في الاعتبار لبعض التباينات هنا وهناك، وهو في سبيل ذلك، مستعدٌ أن يدفعَ من جيبه كرمى لعدم سقوط حلفائه.

في الوقت عينه، حزب الله غير مستعدٍّ لخسارة نفسه من أجل أحدٍ لأن خسارة الذات، ولاسيّما في السياسة، تترتَّب عليها نتائج كارثيّة، فكيف يمكن تصوّر فريق الثامن من آذار من دون حزب الله، أو بوجوده داخله إنّما بموقع “الضعيف”؟!

حلفاء الضاحية يعون ذلك جيدًا. أصلاً هؤلاء أدركوا منذ زمنٍ، أنّ نواتهم السياسيّة تتمركز في الضاحية، هناك المحور والمدار، واضمحلال المحور أو زعله سيؤثر على مسار دوران هؤلاء، وفي حال “الخربطة” ستكون النتائج كارثية.

من هنا، أدركَ الكثير من أعضاء نادي الثامن من آذار، أنّ ما اقترفوه بحق بعضهم خلال مرحلة تشكيل الحكومة وبحق حزب الله تحديدًا بحاجة إلى معالجةٍ جذريةٍ، تتم أولًا من خلال تقديم صورتهم وتقييمهم إلى الضاحية وسماع وجهة نظرها، والأهم مداواة جراحها التي ألمَّت بها خلال تلك الفترة.

وفقًا لذلك، فإنّ ملامحَ بداية “موسم الحج إلى الضاحية” قيد التشكل، ومن المفترض، أن نشهدَ بداية توافد مكوّنات هذا الفريق إلى حارة حريك لتوضيح موقفهم التي ارتسَمت خلال مرحلة الاشتباك على خطِّ تأليف الحكومة، وإبداء الاستعداد للمشاركة في عملية المعالجة التي يبدو أنّ حزب الله مهتمٌ بإتمام مراسِمها خلال الفترة القصيرة المُقبلة كأبعد تقديرٍ.

طبعًا، سيشدِّد زوّار الضاحية، على أهمية إبعادِ الجذور الخلافية القاسية عن طبيعة علاقتهم على المستوى الاستراتيجي كحلفٍ عريضٍ يمثِّل “محور المقاومة”، وضرورة إبقاءِ التباينات بعيدة في تأثيراتها على المسار الاستراتيجي الذي يحكم العلاقة بين هؤلاء، وفي الغالب، ستتيح هذه المعالجة إعادة ربط أوصال ما انقطعَ ومحاولة زيادة اللحمة.

على قائمة الزوّار، هناك صفٌّ عريضٌ من الحلفاءِ، يبدأ بالحزب السوري القومي الاجتماعي الذي حضرَ إلى الضاحية وأدلى بدلوه، على أن يمتدَّ إلى “اللقاء التشاوري” و”هواجسه الواضحة” التي سجَّلها خلال عمليّة تشكيل الحكومة وقاربَ جمسه الداخلي على التفكّك نتيجة لتلك التباينات، وصولاً إلى “المردة” و”الوطني الحر” الذي يلتزم حزب الله أصلًا مشروع “إدارة الخلافِ” بينهما، بالاضافة إلى الحلفاء المستقلين على أن يتولّى سماعهم ومعالجة ملفاتهم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم المُكَلَّف بإدارة شؤون الحلفاء والفريق النيابي والوزاري لدى حزب الله.

في المقابل، لحزب الله مصلحة في جمع حلفائه على أبواب إفتتاح عقد عمل الحكومة ولعلَّ همّه الأول يكمُن في ترتيب الأجواء قُبَيْل جلسة منح الثقة ما يحول دون ظهور عوائقٍ من داخل الفريق الواحد قد تهدَّد مستقبل الحكومة في ظلِّ تربص على الطرف المقابل أكثر من جهة مناوئ لرئيسها حسان دياب وانتظاره على الكوع بين محاولة إرابكه أو إسقاط الحكومة.

وللحقيقة، فإنّ مشروعَ إسقاط حكومة حسان دياب بدأ يرتسم بالفعل كإحدى الخطط المستقبلية المسجلة على إسم “الحَراك”، ومن الواضح، أنّ العملَ عليها قد بدأ بالفعل، وهذا ما تظهره بعض المواد الاعلامية والإعلانية.

في هذه الحال، تترتب في الافق مواجهة ثقيلة يتوقع أن يكونَ مسرحها محيط مجلس النواب وقد ضُبطَت ساعته على موعد جلسة إعلان الثقة التي يبدو في الظاهر أنّها ستتحوَّل إلى نزالٍ شعبيٍّ – أمنيٍّ قاسٍ.

من هذا المنطلق، يريد حزب الله تصفير المشاكل بين حلفائه وترتيب الأجواء إنسجامًا مع التحديات وتعبيد الطريق أمام جلسة الثقة وتأمين ظروف منحها بعلامة “ثمان آذارية” كاملة مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال حصول اختراقاتٍ طفيفةٍ لا تؤثر على مسار الأمور وضرورة أن لا تأتي أرقام الثقة أقلّ من تلك التي جُيِّرَت عند تسمية دياب.

شاهد أيضاً

فرصة عمل في صور

Job Location: Tyre, Lebanon Company Industry: Insurance Job Role: Accounting Employment Type: Full Time Employee …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم