الرئيسية / رياضة / شطحات كروية فقرة اسبوعية

شطحات كروية فقرة اسبوعية

“شطحات كروية”، هي فقرة أسبوعية نهدف من خلالها إلى مناقشة وتفكيك بعض الأفكار غير المنطقية المنتشرة والرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مع محاولة دحضها والرد عليها بأفكار جديدة وأدلة – تبدو من وجهة نظرنا – أقرب للواقع.
عرفت كرة القدم في السنوات الماضية تطوراً هائلاً بفضل تقنيات العالم الرقمي وظهور مواقع اجتماعية يتوافد عليها مليارات المتابعين، إذ انتقل الصراع والنقاش من العالم الواقعي نحو عالم رقمي متطور.

وقبل عهد مواقع التواصل الاجتماعي ظلت كرة القدم حبيسة شاشات التلفزيون والصحف الورقية وكان الصراع على النقل التلفزيوني حامي الوطيس بسبب ظهور قنوات رياضية كثيرة ومتعددة حاولت احتكار الفرجة عبر التشفير.

ومنذ بداية عصر السوشيال ميديا أصبحت كرة القدم مجالاً مفتوحاً أمام الجميع إذ تمكنت عدة مواقع من قرصنة البث التلفزيوني المباشر لأغلب البطولات المحلية والقارية والعالمية، ما جعل كرة القدم تعرف مشاهدات قياسية عبر الشبكة العنكبوتية.

ولكن هناك فئة عريضة (وهي فئة تابعت كرة القدم في فترة الثمانينات والتسعينات) ترى أن كرة القدم لم تعد كما كانت، وأن لاعبي اليوم باتوا يهتمون بالسيارات السريعة وحسابات تويتر وانستجرام والأحذية التي تحمل أسماءهم، أكثر من اهتمامهم باللعبة ذاتها، ناهيك عن أنهم أصبحوا أقل تفانياً وإخلاصاً وأكثر تركيزاً على صورتهم الإعلامية.

والحقيقة أنه لا يوجد جيل على سطح الكوكب لم يشعر أن زمنه كان الأجمل، وأن كل شيء كان في صورته المثالية، كما لا يوجد جيل على سطح الكوكب لم يشعر بالحنين إلى الماضي عندما تقدم عمره وانطفأ حماسه.

وفي الواقع، فلا أحد يتحدث عن آلاف اللاعبين الذين لا ينشطون على حسابات التواصل ولا يهتمون بتصوير رحلاتهم وطعامهم ومنازلهم وسياراتهم الجديدة، وهو ما يُؤكد أن رأي الفئة التي ذكرناها سالفاً، هو بمثابة نظرة أحادية للأمور ليس إلا.

فهذه النظرة تجعلنا نشعر بأن كرة القدم بأكملها باتت عبارة عن صور في انستجرام وأحذية جديدة وقصّات شعر وإعلانات مياه غازية، ولكن الحقيقة هي أن الجمهور هو من يختار الاعتناء بهذه الأمور دوناً عن غيره.

مواهب أقل:

هناك فكرة أخرى مغلوطة ومنتشرة للغاية تكاد تسيطر على عقول كل مشجعي اللعبة والشغوفين بها، وهي أن عدد المواهب تراجع عن حقبة التسعينيات وبداية الألفية، ولكن في الواقع، فإن بعض الآراء تُصر على أن حقبة الثمانينيات والتسعينيات كانت الأفضل على الإطلاق لأسباب عاطفية بحتة.

ومن بين هذه الأسباب، نجد لمعان منتخبات مثل بلغاريا ورومانيا والدنمارك وغيرها، أو حساسية البعض من القمصان الضيقة التي يرتديها اللاعبون الآن، أو الذكريات التي تركها بعض اللاعبين في نفوسهم.

نعود لفكرة المواهب؛ ما هو صحيح أن هناك العديد من اللاعبين الرائعين في الوقت الحالي لا ينالون ما يستحقونه من تقدير، أو أنهم يختفون بسرعة بسبب الضغط الإعلامي الذي يُمارَس عليهم الآن عكس ما كان عليه الحال في الماضي.

ويمكن القول إن الإنسان دائماً ما يظل حبيساً لماضٍ مُنتهٍ لا يمكن إعادة إحيائه، فليس كل اللاعبين يهتمون بأحذيتهم وسياراتهم وحساباتهم على مواقع التواصل، وليس كل اللاعبين كسالى ويركزون على صورتهم.

شاهد أيضاً

ليفربول يعمل في الخفاء.. ويخطط لخطف النجم “العجوز”

سكاي نيوز أشارت تقارير إعلامية رياضية إلى سعي ليفربول لضم مهاجم جديد، وذلك استعدادا للرحيل …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم