لا تختلف حال بلجيكا وهولندا عن بقية دول العالم التي يعاني فيها شعبها الأمرّين نتيجة إرتفاع عدد الاصابات بوباء كورونا كذلك عدد الوفيات… والوضع هناك يشبه حال بقية الدول الأوروبيّة التي اعلنت التعبئة العامة ما ادّى لشلّ الحركة بالكامل، ولكن الخوف الأكبر اليوم من “جنون” الشعب الأوروبي وتحديدا في بلجيكا من الاجازات الطويلة التي يتحضّرون لها في أيار رغم “الكورونا”!.
في الوقت الراهن تواجه وزيرة الصحّة في بلجيكا مشكلة حقيقية، وهي التي طلبت اتلاف آلاف الأقنعة الواقية من المستودعات بسبب إنتهاء مدّتها دون أن تطلب إحضار شحنة أخرى. ومع أزمة كورونا حصلتالطامة الكبرى، فغابت الأقنعة الواقية بشكل كامل عن الناس والأطباء وحتى المرضى في العناية الفائقة. وهنا يشير الممرض اللبناني الذي يعمل في أحد مستشفيات بروكسل الى أن “هناك من قدم أقنعة للوجه هي في الواقع تستعمل للسِباحة، ومع الازمة اضطررنا الى استعمالها للمرضى في العناية الفائقة”، لافتا الى أنّها “جيدة لكنها تقتل إذا بقيت مدة طويلة على الوجه، لكننا للأسف أمام حالة كارثيّة فإمّا هذا الحلّ أو لا شيء”.
بدوره يؤكّد الاخصائي في جراحة القلب في هولندا وهو من أصول لبنانية سعد الله تامر، عبر “النشرة” أن “النظام الصحّي استطاع أن يستوعب أزمة كورونا”، مشيرا الى أننا “لم نصل الى اقفال الحدود ونمنع الناس من التجوّل رغم أن أعداد الاصابات كبير الا ان الوضع في المستشفيات تحت السيطرة”، مضيفا:”في العناية الفائقة هناك عدد أسرّة فارغة وحتى الساعة ليس هناك من تشدّد”. بدوره جان بول عساف فأشار الى أنه “ورغم أزمة الاقنعة أستطعنا أن نبطئ عدد الاصابات، ولولا الاجراءات التي اتّخذت لكان وضعنا يشبه ايطاليا أو اسبانيا لناحية الموتى والاصابات”، شارحا أن “المستشفيات في بلجيكا شيّدت أمام كل منها عيادة خارجيّة تستقبل فيها المرضى بحيث يتم فحص الحرارة لديها ويجرى فحص الكورونا لهم وبعدها يتم ادخال الشخص الى المستشفى تبعا لحالته”، مضيفا: “افرغنا كل الطوابق للأشخاص الذين يعانون من الكورونا، ومن يعاني من مشاكل في التنفّس يتم ادخاله الى العناية الفائقة”.
يلفت الطبيب سعد الله تامر الى أنه “لايزال يعمل في مجال طب القلب في هولندا، وحتى الساعة لا يستدعي الأمر أن يتحوّل كل الأطباء لمعالجة مرضى الكورونا، لكننا نستعد فيما لو تطورت الامور”، مشيرا الى أن “الجراحة في مجال القلب اختلفت في زمن الوباء، ومن كان وضعه يحتمل الانتظار نؤجل له الجراحة، وذلك لسببين الاول حتى لايتم اشغال الاسرّة في العناية الفائقة،والثاني لأن اطباء البنج اضطروا أن يعملوا في مجال الفيروس”. أما جان بول عساف فلم يستفق بعد من هول وفاة ثلاثة مرضى كورونا في العناية الفائقة في المستشفى حيث يعمل، ويقول “فيتلك الساعة يقف المرء حزيناً كيف ينتهي حال الإنسان، فمريض الكورونا نضعه في كيس وتذهب جثّته الى الحرق، فلا نستطيع تنظيفه ولا الباسه ولا الاقتراب منه حتى، ويموت دون ان يراه اهله واقاربه أو يتمكنوا من وداعه”.
حال بلجيكا وهولندا يشبه حال بقيّة الدول الأوروبية التي تصارع في وجه هذا المرض الذي يفتك بالبشرية… لتتّجه الانظار الى الايام المقبلة والتطورات التي ستشهدها!.
النشرة