نظّم المكتب الإعلامي لحركة أمل ندوة في مقر إقليم جبل عامل في مدينة صور بعنوان: “المواقعُ الإعلامية الإلكترونية ومسؤولياتها الوطنية”، حاضر فيها رئيس المجلس الوطني للإعلام الأستاذ عبد الهادي محفوظ، بحضور المسؤول الإعلامي المركزي الدكتور رامي نجم، المسؤول التنظيمي للإقليم علي إسماعيل والمسؤول الإعلامي للإقليم علوان شرف الدين، ومدراء ومحرري المواقع الإعلامية الإلكترونية.
شرف الدين إفتتح الندوة متحدثاً عن أهميتها قائلاً: ” نجتمعُ اليومَ تحت فيءِ عباءةِ إمامِنا المغيب السيد موسى الصدر ونحن على بُعدِ أسابيعَ معدودةٍ من الذكرى الثانيةِ والأربعينَ لإخفائِه ورفيقيه أعادهم اللهُ سالمين، هذه العباءةُ التي ظللت سماءَ الوطنِ من أقصاه إلى أقصاه، وعملَ صاحبُها جاهداً ليكونَ لبنانُ وطنًا نهائياً لجميعِ بنيه، وهذا ما يترجمُه يومياً رئيسُنا الأخ الأستاذ نبيه بري وقيادةُ حركةِ أمل فعلَ إيمانٍ وقناعةً راسخة..
نلتقي بدافعِ الإحساسِ الوطنيّ والمسؤوليةِ الوطنيةِ في زمنٍ تأخذُ الوطنَ العواصفُ من كل حدبٍ وصوب.. وتنهشُ جسدَ الوحدةِ الوطنيةِ أخطارٌ جسيمة داخلية وخارجية، وعملاً بوصيةِ إمامِنا وتوجيهاتِه للصحافةِ والإعلام، وإدراكاً منا لما تُشكّلُه المواقعُ الإعلامية في عصرِنا هذا من انتشارٍ وتأثيرٍ لدى الجمهور، ولأنّ على كلّ منّا أن يضيء شمعة وسطَ هذا الظلام.. كان لقاؤنا”.
ثم تحدث الدكتور رامي نجم وتطرق الى دور الاعلام والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في ظل الوضع المأزوم، خصوصاً أن كل كلمة تصدر وتنشر لها تأثير كبير.
وقال: “نحن في حركة أمل لم نتلكأ أبدا للدفاع عن لقمة عيش أبناء الوطن ومهما كانت السهام التي تصيبنا لن نتوانى عن دورنا ولن يثنينا أي شيء عن القيام بدورنا الوطني وكما قال دولة الرئيس نبيه بري سنبقى “أم الصبي” التي تحاول جمع أبنائها للتطور والنهوض بالوطن ونخرج بأقل خسارة”.
وتابع: “الكثير من الاعلاميين عن قصد او غير قصد يسيئون لهذا الدور الرسالي ويؤدون أهداف سياسية على حساب المواطن والوطن، لذا علينا أن نكون حذرين ونقدمهم على قوس العدالة، ولنحسّن أداءنا ودورنا كي لا يزداد الوضع سوءا، فاليوم وللأسف من أجل جذب المستمعين تنشر شائعات لتزيد عدد القراء، لذلك تُحتّم علينا المسؤولية الوطنية اليوم نشر الأخبار الصحيحة بمهنية ومصداقية”.
وختم أن السيد عبد الهادي محفوظ اخذ المبادرة لِلَم شمل المواقع وتحمّل المسؤولية، “ونحن نأمل وسنعمل مع السياسيين والنقابيين والمؤسسات المعنية ليكون دور المجلس الوطني للإعلام ليس فقط استشاري بل يقوم أيضاً على اتخاذ القرار المناسب، وسنبقى الى جانبه عبر كلمة تبني لا تهدم وسنواكب هذه اللقاءات لنصل الى المبتغى المنشود”.
بدوره اعتبر محفوظ أن الإمام موسى الصدر نظر الى خطورة الشأن الإعلامي في كيفية التعاطي مع القضايا بعد أن عايش الحرب الأهلية، من هنا ثبّت نظرية اعلامية تربط الدور الإعلامي بالوظيفة التي يمكن أن تكون هدامة أو بنّاءة، وهو أراد له أن يكون بنّاءً شفافاً ومدخلاً الى تغيير الوضع نحو الأفضل، واليوم في مجال المواقع الإعلامية التي لها دور أساسي في إنقاذنا من حالات طائفية وتقينا من الحرب الأهلية تظهرأهمية الإعلام في تصويب أداء السياسين والإضاءة على كل ما يمكن أن يوحّد اللبنانيين وتوظيف المعلومة لصالح المواطن ووحدة الدولة، خصوصاً أن المجتمع اللبناني هش وممكن أن يتأثر بأي بمشكلة.
وقال: “منذ ثماني سنوات طرحت فكرة العلم والخبر للمواقع الإلكترونية والحصول على تراخيص لهذه المواقع ولكن هناك من كان يعترض لهذه الفكرة، وقتها كان هناك سلسلة اجتماعات مع المواقع الإلكترونية وأغلبها كان من الجنوب اللبناني حيث شكّلت نوعاً من ميثاق الشرف وقد توصلت بإجتماعاتها الى الأفكار التالية:
ـ احترام الحقوق الخاصة من خلال الإمتناع عن سرقة المواد الخاصة بكل موقع الكتروني دون ذكر المصدر.
ـ احترام حقوق الآخرين من الوسائل الإعلامية
ـ احترام حقوق المواطنين في نقل المعلومات لا سيما عبر الإمتناع عن التشهير عند التوقيفات واحترام ذوي الشهداء والجرحى بعدم ذكر أسمائهم عند وقوع أي حادث.
ـ الإلتزام بمبادئ المصلحة الوطنية وعدم نشر أي مواد تثير النعرات الطائفية والمذهبية لما لها من تداعيات على السلم الأهلي.
ـ عدم نشر أي مواد تشكل خطراً على المؤسسات الرسمية لا سيما العسكرية والأمنية والتي قد تصب في خدمة الأعداء.
ـ تشكيل لجنة مهمتها التنسيق مع المؤسسات الرسمية خصوصاً تلك المعنية بالبحث في مشروع قانون الإعلام الذي يناقش في المجلس النيابي.
ـ متابعة موضوع الإمتيازات التي يمكن الحصول عليها من بعض المؤسسات والإدارات الرسمية.
ـ الطلب من المجلس الوطني للإعلام تزويد العاملين في مجال القطاع الإعلام الإلكتروني ببطاقة خاصة صادرة عنه كي لا يكون هناك أي مشكلة خلال ممارستهم لمهامهم.
ـ العمل على ضرورة أخذ رأي اللجنة المنبثقة عن المواقع الإلكترونية فيما يتعلق بالتشريعات الجديدة المتعلقة بهذه المواقع.
ـ البدء بإنشاء تجمع جدي للمواقع الإلكترونية على شكل نقابة أو تجمع أو أي شكل آخر من أشكال التجمعات النقابية.
وعلى أساس هذه الإجتماعات تم تشكيل لجنة لهذه المواقع وتم تحديد ممثلين عن الشمال والجنوب والبقاع وتم الإتفاق على أن لا يكون هناك أي تمييز بين أعضاء اللجنة والعاملين في المواقع الإلكترونية بل تعمل على تأمين حقوقهم وتتيح لهم الإنتساب الى النقابة سواء نقابة الصحافة أو المحررين أو أي نقابة خاصة يطالبون بها وهو ما لمسه من أصحاب المواقع، مؤكداً دعمه الكامل لهم في خياراتهم”.
وتحدث محفوظ عن تنظيم المواقع الإلكترونية التي تقوم على فكرتين الأولى الإعتراف بالعلم والخبر الذي حصلت عليه المواقع من المجلس الوطني للإعلام والثانية تقول بالحصول على ترخيص ووضع شروط له وهو ما يعارضه باعتبار هذه التصاريح طائفية وهو لا يريد للمواقع ان تصنّف طائفياً، وبالتالي فإن كل موقع حصل على علم وخبر من المجلس الوطني فهو معني بحمايته سواء كان ذات انتماء حزبي أولا فالقانون ينطبق على الطرفين، ومبدئياً سيتم الإكتفاء بالعلم والخبر حيث تم التوافق عليه من قبل وزارة الإعلام وبشخص معالي الوزيرة منال عبد الصمد والمجلس الوطني للإعلام وهما في موكب واحد ويدعمان المواقع الإلكترونية التي عليها أن تعمل على تكريس صدقيتها في المجال الإعلامي ونسب الخبر الى مصدر موثوق والإبتعاد عن توجيهها للقدح والذم ونشر الأخبار الكاذبة فالمهمة الأساسية للمواقع لتنتزع اعتراف الخارج بها هو صدقيتها.
وقال أن اللجنة المنبثقة عن المواقع الإلكترونية فوضت المجلس الوطني بسحب العلم والخبر من الموقع الذي يدعو لفتنة أهلية أو يروج لأخبار كاذبة وبالفعل تم سحب العلم والخبر من بعض المواقع.
ودعا المواقع الإلكترونية الى التواصل مع مختلف الأحزاب السياسية وأن تستفيد من هذا اللقاء لتعزيز ما تريد الوصول إليه، وتحاول كسب الرأي العام اللبناني، بدءاً من التضامن فيما بينها والقيام بورشات عمل في أكثر من مكان والقيام بدورها في التوعية وإعطاء مضمون إجتماعي موحد لا توجيه وسيلتهم الإعلامية الى مسارات قد تؤدي الى الوقوع بالتهلكة، خاتماً بقوله “فلنتعاون جميعاً كي لا يغرق هذا المركب اللبناني”.
بعدها أجاب محفوظ على أسئلة الحاضرين.