ليبانون ديبايت” – فادي عيد
في الوقت الذي تنشط فيه الرئاسة الفرنسية في قيادة تحرّك دولي من أجل دعم ومساعدة لبنان غداة نكبة مرفأ بيروت، تتسارع التطورات السياسية على الساحة المحلية، في ضوء سبحة الإستقالات التي كرّت في الساعات الماضية، والتي رأى فيها مصدر وزاري سابق، مؤشراً على دينامية أطلقتها الكارثة التي ضربت لبنان، والتي تهدف إلى طي صفحة الماضي وتفتح صفحة جديدة من العمل السياسي يقوم على تطويق واستيعاب الحدث الكبير والكارثي الذي حصل والفجيعة التي أصابت كل اللبنانيين إثر كارثة المرفأ، وذلك في لحظة شديدة التوتر تعيشها الساحة المحلية، حيث اتّخذ الإنقسام السياسي منحى خطيراً في الشارع أول من أمس.
وإزاء هذا التوتر والإرباك، كشف المصدر الوزاري نفسه، عن حديث هادىء يدور في الكواليس السياسية، وتحديداً النيابية، ويتناول التغيير الحكومي، ولكن بعيداً عن أي نوع من أنواع التسرّع.
ولفت المصدر، إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد باشر تعبئة دولية لتقديم المساعدات الإنسانية للبنان وليس أكثر من ذلك، إذ أن فرنسا ستنظّم المساعدات الإنسانية التي تشمل الأدوية والغذاء وإيواء العائلات التي دمّرت منازلها. لكنه استدرك موضحاً، أن هذه التعبئة لا تطال المعادلات السياسية القائمة والواقع الحالي بدلالة استمرار المحاولات لإبقاء الحكومة الحالية، خصوصاً وأن خطورة الوضع الحالي وأهمية التغيير دفعت إلى صدور مواقف خارجية عدة تشدّد على ضرورة تطوير الأداء السياسي من أجل الخروج من الواقع المأزوم في الأساس نتيجة الإنهيار المالي.
من هنا، فإن صورة الموقف الدولي الذي اختصرته مواقف الرئيس الفرنسي، واضحة ومكتملة بكل معطياتها، وتحمل الخطوط العريضة للمرحلة الآتية، والتي تكرّر التركيز على إجراء الإصلاحات الضرورية إدارياً واقتصادياً ومالياً ثانياً.
وبرأي المصدر الوزاري السابق نفسه، فإن ما من مشاريع جاهزة أو تصوّرات مسبقة لما يجب أن يكون عليه المشهد السياسي، وتحديداً الحكومي اليوم وخلال الأسبوع الجاري في ضوء الموقف الذي سيصدر عن مجلس النواب قريباً.
وإذ أكد المصدر ذاته، أن ما من مشروع جاهز في هذه المرحلة، خصوصاً على المستوى السياسي، فهو شدّد على أن المطلوب حالياً تغيير كل المقاربات التي كانت سابقاً للملفات الداخلية، وذلك لجهة استعادة ذهنية العمل المؤسّساتي وتفعيل كل المؤسّسات الرسمية ووضع خطط إصلاحية مؤسّساتية، وليس فقط مالية واقتصادية.
وشدّد على أن اجتماع باريس الذي حصل بالأمس، وأدّى إلى تخصيص مساعدات مالية غربية وعربية للبنان، يستهدف المواطنين والمستشفيات والمؤسّسات المنكوبة بتفجير مرفأ بيروت، وذلك كخطوة أولية بانتظار تحديد حجم وأرقام الخسائر الفعلية الناجمة عن هذا الإنفجار، وبالتالي، فإن تحوّلات عدة باتت مطلوبة في الوقت الراهن، وهي تتردّد على لسان مسؤولين ووزراء ونواب استقالوا، أو يتّجهون إلى الإستقالة في الساعات القليلة المقبلة، علماً أن التطورات باتت سريعة جداً على أكثر من صعيد.