كان اليومُ ماطراً. استقللتُ سيارة تاكسي للتوجّه إلى الجامعة اللبنانية في الأونيسكو. كان السّائق كبيراً في السنّ. نظر إليّ من مرآة سيارته وأنا أرتّب أغراضي المبعثرة من كتب وملفات. سألني: شو بتدرسي؟
ابتسمتُ وقلتُ له: صحافة!
السائق: أيّ سنة؟
أنا: سنة أولى.
قال لي: آه، بس لما تخلصي دراسة، رح تصيري تشتغلي بالكذب!
أنا: عفواً!
لا يتبع. أكتفي برواية القصة عند هذا الحدّ
بعد مرور ثماني سنوات على الحادثة، عرفتُ الإجابة كاملة اليوم. معرفة حصّلتها من أساتذتنا المُدركين للعبة الإعلامية، ومن خلال الاطّلاع على نظريات إعلامية لباحثين عرب وأجانب عملوا كصحافيين في بلاد غربية وعربية تدّعي حرية الرأي والتعبير والسعي نحو الحقيقة. حسناً، أهلاً بالنظريات، ولكن ماذا عن التجربة الحسيّة والأدلّة؟
وإن كانت النظريات التي تعلّمناها هي في جوهرها تفسير لوظيفة الإعلام في العالم العربي والعالمي انطلاقاً من تجربة حسيّة مضى عليها الزمن، إلا أنّ ممارسات بعض المؤسسات الإعلامية اللبنانية في عامنا هذا المليء بالصدمات والمفاجآت يبقى حقل التجربة المولّد للأدلّة والشواهد الواضحة على تجاوز ضوابط العمل الإعلامي واللامهنية في المعالجة الإعلامية للأحداث.

تأجيج الصراع
2020 عام الأزمة في لبنان. أزمةٌ انكشفت معالمها ظاهرياً للشعب اللبناني بدءاً من عام 2019 وانسحبت على كل ميادين الحياة في ظل مناخ سياسي محموم يُعبَّر عنه واقعاً في اللّغة الخطابية الهجومية على لسان الطبقة السياسية. بلغت الأزمة أوجها مع الانفجار الكبير الذي حصد أرواح العشرات من أبناء الشعب اللبناني في بيروت وضواحيها، مخلّفاً دماراً هائلاً في الممتلكات والأرزاق… سُمّيَت الكارثةُ بحسب أدبيّات الصّحافيين بـ«الانهيار الكبير»، وبحسب العلماء والباحثين بـ«الأزمة العامّة والشّاملة» المعقّدة، المتشابكة والمتداخلة في عناصرها وأسبابها، والمفاجِئة في تصاعد آثارها.
إذاً، كُلُّنا نتّفق، شعباً وصحافيين وباحثين وسياسيين أنّنا في عُمق الأزمة. ولكن ماذا عن إدارة هذه الأزمة؟
لعلّ أبرز ما يؤزّم الأزمة في لبنان أكثر فأكثر، هو انقطاع خطوط التواصل بين الشّعب والسلطة السياسيّة، وحتى بين أبناء الشعب اللبناني الواحد. هذا الانقطاع تتحمّل مسؤوليته بالدرجة الأولى المؤسسات الإعلامية التي لا تؤدي دورها كنقطة تواصل بين كل أطراف النّزاع والخصوم، إنّما انحرفت عن دورها الأساسي في هذه الأزمة من عامل أساسي ومحوري في إدارة الأزمة إلى الانخراط في حلبة الصراع، مستهدفةً بذلك تطويع الطرف الآخر وإخضاعه وتأليب الشّعب اللبناني عليه.
كان لافتاً من بين مؤسسات الإعلام اللّبناني أداء قناة الـmtv إن كان لجهة المضمون المحرّض دائماً على فئة محددة من السلطة السياسية المتمثّلة في حزب الله وحلفائه أو لجهة نشرها أخباراً تزيد من حدّة الانقسامات بين الشعب اللبناني الواحد.
يهمّنا في هذا المقال تسليط الضوء على ممارسات mtv في معالجتها الإعلامية لقضية الانفجار الكبير الذي وقع في بيروت يوم 4 آب (أغسطس) 2020 بشكل خاص، وللأزمة الشاملة بشكل عام.
بالتالي، يتمحور المقال حول سؤال: كيف تعاملت mtv مع الكارثة؟ وهل التزمت بمحدّدات وضوابط العمل الإعلامي في المعالجة الإعلامية للأزمة؟

بطاقة الهوية
عند دراسة معالجة المؤسسة الإعلامية لأي حدث أو قضية معيّنة، علينا بدايةً توضيح العوامل المؤثرة في صياغة رسالتها الإعلامية استناداً إلى مقاربتَين علميتين:
1. المقاربة النّسقية: المؤسسة بوصفها نسقاً (système) شبيهاً بالعلبة السوداء. نحدّد من خلال هذه المقاربة الرابط السببي بين مدخلات النسق (input) ومخرجاته (output)
2. النموذج الدعائي لوسائل الإعلام عند الباحث الأميركي نعوم تشومسكي يحدد فيه أهم العناصر التي تعمل كـ«فيلترات» للمؤسسة الإعلامية في تغطيتها الإعلامية.
استناداً إلى المقاربة الأولى، يمكننا القول بأن القناة، موضوع بحثنا، عبارة عن نسق شبيه بعلبة سوداء. كل ما تقدّمه المؤسسة من مادة إعلامية إلى الجمهور يطلق عليه مصطلح «المخرجات»، وهي حصيلة عملية إنتاجية تصدر وفق أجندة تحدّدها المؤسسة الإعلامية. تتأثر الرسالة الإعلامية بشكل أساسي بمدخلات المؤسسة، أي كل ما يتدفق على المؤسسة من مواد إخبارية خام، وتمويل من جهات خارجية أو معلنين.

لا يخفى على أحد الهجوم الدائم الذي تشنّه قناة المرّ في رسالتها الإعلامية على حزب الله وحلفائه في السلطة، مُحمّلةً إياهم المسؤولية في تأزم الواقع اللبناني. رسالة تأتي مُكمّلة لمجموع الرسائل الصادرة عن قنوات خليجية وأخرى صهيو-أميركية تسعى لتشويه صورة حزب الله في الداخل اللبناني وفي المنطقة. التشابه في الرسالة يحيلنا إلى فرضية التشابه في مصادر المدخلات، كجهة التمويل مثلاً.
في عام 2015، أظهرت إحدى الوثائق السّرية المسرّبة على موقع ويكيليكس، أنّ السعودية لبّت مطلب رئيس مجلس إدارة القناة ميشال المر بتقديم دعم مادي يُقيل القناة من تعثّراتها المالية. لم تأتِ التّلبية من دون مقابل، إنّما كان مشروطاً بتنفيذ الخطة المرفقة مع المبلغ المالي «بما يخدم سياسة المملكة العربية ومؤازرة قضاياها في مواجهة الإعلام المعادي لها في لبنان وغيره».
ولنبيّن أهمية التّمويل في عمل المؤسسة، لا يسعَنا إلّا أن نذكر المفكر نعوم تشومسكي في هذا الإطار. يقول تشومسكي إنّ الذين يقدّمون المال للمؤسسة، سواء كانوا مموّلين أو مُعلنين، هم «الأسياد الحقيقيون للمؤسسات التلفزيونية»، بحيث تُنتَج البرامج وفق معايير متطلبات الجهة الممولة، ويُعمَل على تضخيم قضايا مقابل التعتيم على أخرى.

المعالجة الإعلامية لكارثة ٤ آب
في 4 آب، تجسّدت المأساة اللبنانية بالدّم والدموع والألم الكبير. كلّ الشّعب اللبناني على اختلاف انتماءاته السياسية والطائفية، أحاط بروحه ساحة الفاجعة. صحيحٌ أنّ الموت حضر في السّاحة، لكن حضرت معه الفطرة الإنسانية الخالصة التي تعدّ في جوهرها العامل الأساسي في بثّ الروح في جسم الموت. لكن ثمّة مؤسّسة إعلاميّة قرّرت الاستثمار في الألم، وتخريب الوحدة الإنسانية التي جمعت اللبنانيين، حتى بِتْنا نرى مشهداً آخر في اليوم التالي لسيّدة مفجوعة ـــ ساعد الله قلبها ـــ تقول بـ«أن يفجروا في الجنوب، ما ذنبنا نحن». لا عتب على السيّدة إنّما العتبُ على المؤسّسة الإعلامية التي لا تكفّ عن التحريض وتشويه الحقائق وشيطنة «حزب الله» الممثّل نيابياً لقسم كبير من اللبنانيين.
في كتابها «الإعلام والأزمات المعاصرة»، تستعرض الباحثة هويدا مصطفى الاتجاهات البحثية في الدراسات التي عالجت موضوع إدارة الأزمات والدور الإعلامي فيها. وفي حديثها عن مراحل التناول الإعلامي للأزمات، تُلخّص ما توصّلت إليه الدراسات في ثلاث مراحل:
1- مرحلة نشر المعلومات في بداية الأزمة ليواكب الإعلام رغبة الجماهير في مزيد من المعرفة واستجلاء الموقف عن الأزمة ذاتها وآثارها وأبعادها.
2- مرحلة تفسير المعلومات، أي تقوم وسائل الإعلام في هذه المرحلة بتحليل عناصر الأزمة والبحث في جذورها وأسبابها.
3- المرحلة الوقائية، وهي مرحلة ما بعد الأزمة وانحسارها. وهنا تقدّم المؤسسات الإعلامية طرق الوقاية وأسلوب التّعامل مع أزمات متشابهة (وهنا ترتبط أكثر بالأزمات الصّحية والكوارث الطبيعية المتجدّدة).
استناداً إلى هذه القاعدة المُتّبعة من مختلف المؤسسات الإعلامية المهنية، نجد أن قناة mtv، منذ السّاعات الأولى للكارثة، تجاوزت المرحلة الأولى لتنتقل سريعاً نحو المرحلة الثانية (أي تحليل وتفسير الأسباب)، طارحةً «فرضية» ارتباط حزب الله بالمرفأ لجهة ملكيّته لمادة النّيترات أو لجهة قصفٍ صاروخي إسرائيلي استهدف مخزنَ أسلحةٍ تابعاً لحزب الله. فرضياتٌ تطرحُها المؤسسة وتناقشها مع غير المتخصّصين، في ظلّ ندرة معلومات حول حجم الكارثة وأسبابها، مُستبقةً بذلك نتائج التّحقيق. ما طرحتْهُ المؤسسة أشعل منصّات مواقع التواصل الاجتماعي، استنكاراً لما تبثّه المؤسّسة من أخبار وتحليلات تهدف إلى بثّ الفتنة في ظلّ التضامن الشعبي الوطني.
بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله الذي استنكر فيه طريقة معالجة الإعلام اللّبناني في زجّ حزب الله بالحادث، ردّت عليه القناة في مقدمة نشرتها الإخبارية المسائية بأنّها لم تتهم الحزب بالمباشر إنما ما تقدّمت به لا يخرج عن كونه «فرضيات».
لكن هل فعلاً طرحت القناة فقط فرضيات؟ في الحقيقة، إنّ القناة ذهبت بعيداً في فرضيّاتها، إذ إنّها لم تكفّ عن التنقيب في الأخبار والملفّات لجلب أيّ مُعطى يُعزّز فرضية علاقة حزب الله بالمرفأ. تباعاً، قامت المحطّة بإعداد تقارير تُناقشها مع الضيوف، مستندةً إلى مادة إعلامية منشورة سابقاً على مواقع إلكترونية معلومة التوجه والانتماء (قناة «الحرة»، «سكاي نيوز»، «العربية»…) تدّعي بأن عناصر تابعين لحزب الله أُلقِيَ القبض عليهم في الخارج لحيازتهم مادة النّيترات. «معلومات» جاءت نقلاً عن رواية العدو الإسرائيلي في ظلّ نفي حزب الله أي صلة له بالموضوع.
لنكمل بحثنا في المقطع التالي المقتبس من كتاب «الإعلام والأزمات المعاصرة» للإشارة إلى محدّدات وضوابط العمل الإعلامي في وقت الأزمة:
«إن الأسس النظرية لتعامل الإعلام مع الأزمات تقتضي وجود فريق إعلامي يستطيع التعامل مع الأزمة ويلتزم بعناصر استراتيجيّة دفاع محكمة يتصدّرها مبدأ الدفاع عن المصالح الحيوية والأمن الداخلي مع الحرص على مصداقية الإعلام، من خلال تقديم المعلومات الحقيقية في التوقيت المناسب والحجم الملائم بما لا يخلّ بأهداف الأمن القومي مع الإبقاء على القدر المقبول من حرية الرأي والتعبير». أين قناة المرّ من المسؤولية الوطنية ومن المصداقية ومن تقديم المعلومات الحقيقية؟
من تكتيك طرح الفرضيات ـــ في الوقت غير المناسب ــــ التي حاولت المحطة ترسيخها بالأدلة من كل حدب وصوب لزجّ حزب الله في الكارثة وتأليب الرأي العام عليه، انتقلت المحطة إلى تكتيك آخر يقوم على بث شائعات وأخبار كاذبة حول دخول عناصر من حزب الله عبر الهيئة الصحية إلى داخل المرفأ للقيام بشيء ما، على لسان مصدر عسكري مُطّلع على التحقيقات. سُرعان ما نفت المؤسسة العسكرية اللبنانية الخبر الذي بثته المحطة، داعية إياها إلى توخي الدقة في التعامل مع أخبار المؤسسة العسكرية. كما حاولت المحطة إثارة الشكوك حول ضلوع حزب الله في التفجير من خلال التساؤل عن كيف لحزب الله كحركة مقاومة تدافع عن اللبنانيين، أن لا يعلم بما يحدث في المرفأ؟؟ هذه المحاولة تُحيلنا إلى مبدأ الانتقائية في عملية التنقيب في الأرشيف الإعلامي المرتبط بما يخدم أجندتها، إذ إنّها أغفلت التذكير بمقابلة للسيد حسن نصر الله عام 2008، يوضح فيها نطاق عمل الجهاز الأمني لحزب الله المحصور ضمن الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية: «يغطي جهاز حزب الله في جزء منه نطاق الجنوب والشريط الحدودي للقيام باستطلاع عمليات ضد العدو الإسرائيلي ولردعه عن اي هجوم قادم، والجزء الآخر وقائي في الضاحية الجنوبية لبيروت لحماية كوادر المقاومة من عمليات الاغتيال؛ حتى أن العدوّ استطاع اختراق هذا الجهاز الأمني من خلال تنفيذه علميات اغتيال بحق قادة مقاومة كالشهيد علي صالح والشهيد غالب عوالي».

من تكتيك طرح الفرضيات، انتقلت المحطة إلى تكتيك آخر يقوم على بثّ الشائعات والأخبار الكاذبة

إلى ذلك، لجأت القناة إلى استضافة شخصيات سياسية استقالت حديثاً من المجلس النيابي تحمل الرسالة ذاتها: التصويب على السلطة السياسية، وإثارة الشكوك حول ضلوع حزب الله في أمر المرفأ طارحةً الأدلة التي سبقت وطرحتها القناة كـ«فرضيات»، إضافة إلى بعض المعطيات غير المثبتة التي شكلت مادة للسخرية تداولها الناشطون على مواقع التواصل لافتقارها إلى لغة المنطق والبرهان.
أمام هذا الكمّ الهائل من الشكوك والفرضيات والتحريض على حزب الله بشكل خاص، وفي ظلّ فورة غضب في الشارع، أعدمت معنوياً الشخصيات الأكثر حضوراً على لسان إعلاميي المحطة دون غيرهم من الشخصيات السياسية المشاركة في الفساد. اتجهت المؤسسة إلى حجب الرأي الآخر الذي لا يخدم رؤية المحطة. وهذا ما كشفه مدير وزارة الإعلام السابق محمد عبيد عن إقدام المحطة على قطع المقابلة معه عند تعبيره صراحة عن المخطط المتوقع في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها البلد. وبهذا تكون المحطة قد انتهكت حقّ المواطن في معرفة الرأي الآخر لتشكيل رؤية واضحة وشاملة عن مسار الأحداث.

تاريخ من التحريض
استراتيجية متكاملة تتبعها قناة mtv خدمةً لأجندة تستهدف الدولة من باب حزب الله. لمسنا ذلك مع بدايات الحراك اللبناني بتحميل حزب الله مسؤولية التغطية على الفساد في عهد الرئيس ميشال عون من دون الالتفات إلى الفساد نفسه المتمثل في زعماء معروفين منذ فترة طويلة سبقت العهد، مروراً بأزمة كورونا في تحميل مسؤولية نقل الفيروس إلى لبنان من سيدة لبنانية تنتمي إلى بيئة حزب الله وفدت من إيران وتخويف الوافدين من أن داتا الـDNA تصل إلى مختبرات حزب الله عبر فحوص الـPCR، وصولاً إلى التركيز في النشرات الإخبارية على مسألة تهريب حزب الله بضائع إلى سوريا، محملةً إياه مسوْولية تردّي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وصولاً إلى حفلة الجنون التي أحياها العدو الإسرائيلي على الحدود، مستندة في معلوماتها إلى رواية العدوّ الإسرائيلي ومصادر أخرى من محطات خليجية كقناة «العربية» تدّعي تمكّن العدو من قتل أربعة عناصر من حزب الله. على الرغم من توضيح حزب الله ما حصل على الحدود في بيان يدحض رواية العدو، تعود MTV لترسل إلى هواتف اللبنانيين نقلاً عن الجانب الإسرائيلي خبراً مفاده أنّ «لدينا توثيقاً لما حدث في مزارع شبعا».
بناء على ما تقدّم، تتبع القناة استراتيجية تستهدف تحقيق الأهداف التالية: نزع الشرعية عن السلطة السياسية «الفاسدة»، دعم «الثوار» وتحريضهم على حزب الله وحلفائه بعد تحميلهم مسؤولية الفساد في ظل تغييب أسماء زعماء فاسدين، علماً أنه قد سبق وثبت بالوثائق تورطهم في الفساد. وفي ما يخصّ التقنيات المعتمدة لتطبيق هذه الاستراتيجية، نذكر منها:
1- تأطير الأزمة في إطار يدعى علمياً بإطار «إطلاق التسمية» cadrage d’imputation الذي يعني توجيه أصابع الاتهام إلى جهة محددة وتحويلها إلى كبش فداء. وهذا بدوره يتطور إلى أسلوب شخصنة الصراع وحصره في شخصيات كالسيد حسن نصر الله، جبران باسيل، الرئيس ميشال عون.
2- التنقيب في الأرشيف الإعلامي والتقارير التابعة لجهات مناوئة لحزب الله، من بينها العدو الإسرائيلي، والربط بينها بطريقة تضليلية لتعزيز «الفرضيات»، مستبقة بذلك نتائج التحقيق.
3- ممارسة التضليل المعرفي من خلال نشر أخبار كاذبة، واتّباع تقنية «إعادة التأطير المغلوط» recadrage abusif الذي يقوم على ترتيب حيثيات الحدث في صيغة مشوّهة عن الواقع.
4- الاعتماد على رواية العدوّ والبناء عليها من دون تخصيص الحيّز الأكبر لبيانات حزب الله.
في الختام… لا ثقة بمؤسسة إعلامية تشوّه الحقائق وتحرّض الشعب بعضه على بعض، ولا تتجرأ على تسمية بعض الزعماء في أزمة الفساد لما لها من مصالح متبادلة معهم.
البلد في أزمة. يتطلّب هذا الواقع أطرافاً تسعى لإيجاد الحلول ومدّ جسور التواصل بين أبناء الشعب الواحد. الجرحُ عميقٌ، والثقة انعدمت لدى الكثير من الشعب اللبناني. الواقع يتطلّب مسؤولية الجميع، من مؤسسات إعلامية وأبناء الأحزاب في احتوائهم واستيعاب حجم الغضب الشعبي على زعمائه، وكذلك السياسيين في تحمّل مسؤولياتهم الوطنية تجاه شعبهم. حرصاً على أمن هذا الوطن، وحفاظاً على ما تبقّى لنا من عاطفة تربط بين مكوّنات هذا الشعب، نأمل من الأساتذة في كليات الإعلام بالتنسيق مع المجلس الوطني للإعلام ووزارة الإعلام، إجراء ندوات يُعيدون فيها تعريف معنى الحرية الإعلامية ومحدّدات وضوابط العمل الإعلامي في ظلّ مجتمع منقسم ومتأزم كلبنان، إضافة إلى تسليط الضوء على دور الإعلام في ردم الهوة بين مكوّنات المجتمع، وصولاً إلى وضع استراتيجية إعلامية وطنية تلتزم بها المؤسسات الإعلامية للحفاظ على أمن هذا الوطن.

al-akhbar