ذكرت صحيفة “الديار” أنه على الجبهة الشرقية استعدادات المعركة أنجزت بالكامل، في الوقت الذي أعاد اتصال غير مباشر عبر طرف ثالث من أمير جبهة “فتح الشام” أبو مالك التلي بحارة حريك مساء الجمعة مبديا استعداده للانسحاب شرط فتح طريق آمن له من الجرود نحو جرابلس أو إدلب ينتقل عبره مع مسلحيه وكامل عتاده ، ما رفضته قيادة الحزب معيدة تأكيدها على أن لائحة الشروط التي سبق وسلمتها له لا زالت سارية ولديه مهلة 48 ساعة، تنتهي الإثنين، أما الموافقة عليها كما هي وإما رفضها لتبدأ العملية العسكرية عمليا.
مصادر متابعة للاتصالات أشارت للصحيفة إلى أن المهلة المحددة أخيرة ولا مجال لأي محاولة كسب الوقت أو التمييع، معتبرة أن الضربات الجوية التي نفذها الطيران السوري والقصف الصاروخي أرض – أرض من طراز “بركان” قد فعل فعله وأنهك هذه المجموعات، معتبرة أن لا مناص من تسليم تلك المجموعات لنفسها أو الانسحاب لأن مصيرها بات محسوما في حال قررت المواجهة، كاشفة أن قادة عملية الجرود غير معنيين بأي ضوء غربي أو أميركي أخضر لمباشرة هجومهم وأنهم يعملون وفقا لتوقيتهم ، وهو ما تبلغته الجهات المعنية على هذا الصعيد.
من جهة أخرى، يتزايد الحديث في الأوساط الأمنية والديبلوماسية حول الحسم الآتي في جرود عرسال، في ضوء سقوط كل المفاوضات التي كانت جارية مع تنظيم “داعش” وجبهة “النصرة” ومجموعات متطرّفة تتمركز على طول الجبهة الشرقية من عرسال إلى القاع مروراً برأس بعلبك. وتكشف معلومات ديبلوماسية، عن محاولة أخيرة أو ما يسمى بمفاوضات “الربع الساعة الأخير” خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل انسحاب المسلحين إلى الداخل السوري وإلى إدلب من خلال معبر آمن يتم الاتفاق عليه ضمن تسوية متكاملة، كما سبق وحصل في أكثر من منطقة سورية. وأوضحت أن جبهة “النصرة” أحبطت المفاوضات التي كانت بدأت منذ أشهر وقبيل الوصول إلى نتائج حاسمة، وعلى الرغم من أنها أدّت إلى عودة عشرات العائلات إلى القرى الحدودية السورية. وأكدت هذه المعلومات، أن منطقة الجرود قد دخلت في مرحلة التحضيرات الميدانية اللوجستية والعسكرية لمعركة الحسم، وأن الاستعدادات ستكون منجزة خلال الساعات المقبلة تمهيداً للمعركة الفاصلة، كما تسميها الأطراف السياسية والحزبية في منطقة عرسال.
ومن شأن التطوّرات العسكرية المرتقبة بقاعاً، أن ترخي بظلالها على مجمل المشهد الأمني، كما توقّعت المعلومات الديبلوماسية، ذلك أن التركيز يتم حالياً على التنسيق بين كافة الأجهزة اللبنانية لإقامة شبكة أمان منيعة في وجه أي عمليات تسرّب للإرهابيين من الجرود باتجاه مخيّمات النزوح السوري كمرحلة أولية، وإلى القرى المجاورة كمرحلة ثانية. وأضافت أن أكثر من احتمال قد وضعته القيادات الأمنية في الأسابيع الماضية، ومنذ بدء عملية الإمساك بأمن الحدود الشرقية وطرد المجموعات الإرهابية منها، ووضع حدّ لتهديدها للداخل اللبناني. ومن بين هذه الاحتمالات التحرّك سريعاً للانقضاض، وبشكل مسبق، على أي عناصر أو خلايا إرهابية تعمد إلى التحرّك كمجموعة، كما حصل مع الشبكة التي تم القبض عليها من قبل الجيش اللبناني الأسبوع الماضي، وكذلك منع أي “ذئاب” منفردة من التحرّك بحرية وتنفيذ عمليات انتحارية على الساحة اللبنانية. وشدّدت على أن الحراك الأمني الوقائي، قد أثبت فاعلية مطلقة، وهو التدبير الضروري والحازم في وجه التنظيمات المتطرّفة والإرهابية التي ترفض التسليم بالأمر الواقع الجديد في سوريا، وتعارض أي تسوية تؤدي إلى ترحيلها إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم “داعش”.
(الديار)