منذ بداية حياته وهو قنوع بما يرزقه إياه رب السماء، حتى يكاد يكون تمثيلاً حياً للمثل الشهير ” القناعة كنز لا يفنى “، يجوب أحياء صور على مدى ساعات ما قبل الظهيرة متنقلاً بين مختلف شوارعها وأزقتها وحاراتها العتيقة، لتأمين حاجات دكاكينها ومحلات السمانة فيها من السكاكر والشوكولا والبسكويت
خمسة و ثلاثين عاماً قضاه إبن مدينة صور السيد مصطفى محمد خياط في العمل في تجارة السكاكر والشوكولا، فالبداية كانت عام 1984 حين بدأ العمل في محلات صهره الحاج محمد فتنة، الذي كان يملك متجراً لتجارة مواد السمانة والسكاكر على مختلف أنواعها في السوق القديم في صور، وهناك تعلم مصطفى خياط أصول هذه التجارة التي صمم فيما بعد على أن يتخذها مورداً لرزقه وسبيلاً لتأمين معيشته
بعد فترة قضاها مصطفى خياط في محلات الحاج محمد فتنة، قرر أن يبدأ العمل بمفرده ولحسابه، فإشترى لنفسه فاناً وبدأ بتوزيع السكاكر والشوكولا على مختلف محلات السمانة في مدينة صور والمناطق المجاورة لها
عند الساعة السابعة صباحاً يكون مصطفى خياط جاهزاً بفانه الأصفر المعروف والمشهور لدى أصحاب محلات السمانة في صور، وينطلق في رحلة عمله اليومية التي تستمر حتى الساعة الواحدة ظهراً. وهو يقوم بتوزيع السكاكر على العديد من أصحاب الدكاكين حي الرمل
بعد نهاية دوام العمل، ينزع مصطفى خياط عنه ثياب الكد والتعب، وينطلق صوب بحر صور الذي قضى جل حياته ملتصقاً بشاطئه ومائه، فالبحر هو قصة عشقه التي لاتنتهي حاله في ذلك حال بقية أبناء هذه المدينة، التي يحتل البحر دوماً صدارة لوائح العشق في قلوبهم. ومصطفى خياط من هواة الصيد البحري بالبارودة، ومنطقة الجمل والزير المحيطة بها هي المفضلة له لممارسة هذه الهواية
تصوير:رامي أمين