ليس جديداً على من أعار جمجمته للخالق عز وجل وتوكل عليه أن يُكتب له النصر، فهؤلاء هم رجال الله، الذين أينما حلّوا، رووا الأرض بدمائهم، لتنبت عزاً وفخراً وكرامة. ليس جديداً على رجال الله أن يبذلوا دماءهم رخيصة من أجل حماية لبنان واللبنانيين من مخاطر عصابات القتل والتفجير التي حصدت في بيروت والضاحية والبقاع وغيرها من المناطق اللبنانية العشرات من الشهداء، وأوقعت المئات من ضحايا القتل العمد الجماعي، أطفالاً ونساء وشيوخاً
ليس جديداً على هؤلاء المجاهدين الذين سطّروا أروع الملاحم ضد العدو الإسرائيلي في تموز قبل أحد عشر عاماً، أن يذيقوا وفي نفس التوقيت أدواته المتمثلة بعصابات الإرهاب المسلح التي ترفع شعارات إسلامية زوراً وبهتاناً وافتراء على الدين الحنيف، هزيمة مدويّة هي ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة. ليس جديداً على رجال الله أن يقدموا يومياً الشهداء والجرحى الأبطال الذين يخوضون معارك غير مسبوقة في الجرود الجرداء التي ترتفع أكثر من ألفي متر، من أجل استعادتها من غاصبيها وإعادتها إلى أحضان الوطن. فتحية لهؤلاء الأبطال الذين يبذلون دماءهم المقدسة في مواجهة هذه العصابات المسلحة التي تُكمل عملياً العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي شَهِد القتل الوحشي وارتكاب المجازر المتعمّدة من قِبلِهما، وهذا أمر طبيعي لأنهما عدوان لعملة واحدة، تحت وظيفة واحدة. وأما خونة دماء الشهداء في كل الحروب المقدّسة، فما زالوا كما هم، يبيعون شرفهم وكرامتهم مقابل الدراهم والدنانير والريالات العربية الخليجية.
وأما المجاهدون فأيضاً ما زالوا كما هم، يُقدمون أرواحهم ويبذلون دماءهم فداء للوطن، ودفاعاً عن كرامة وعزة وعنفوان شعبه الأبي والشريف، وبالتالي سيبقى النصر لدم الشهداء في الأمس واليوم والغد، ولن يبدلوا تبديلا.