شدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد على “أن ما فعله المقاومون في جرود عرسال، كان مفخرة وعزا للبنانيين جميعا، ومن يريد أن يعرف التقييم الحقيقي لما قدمته المقاومة في جرود عرسال، عليه أن يقرأ أولا الإسرائيلي المذهول والمصدوم، والذي يرى أن هزيمته محتومة إذا ما قرر مواجهة ما في لبنان، لأن فيه مقاومة تحسن التخطيط والأداء واستخدام الأسلحة المتنوعة والإيقاع بينها في لحظات احتدام المعركة، وتحسن الهجوم والدفاع والاقتحام في مناطق جغرافية صعبة جيولوجيا، فيها منحدرات وصخور وكهوف، وينتشر في قعر أرضها الصخرية قناصون لا يتيحون مجالا للحركة، ومع ذلك كان هناك سرعة قياسية في الانجاز مع أقل كلفة في التضحيات، وهذا الأمر يتوقف عنده الإسرائيلي كثيرا، لأنه يدرك أنه أمام قوة عجيبة وغريبة، وهذه تقارير يؤكدها كبار العدو الإسرائيلي، وبالتالي هم يعيشون صدمة كيف سيدبرون أمورهم في ما بعد حرب جرود عرسال”.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة تبنين الجنوبية، أشار النائب رعد إلى “أن لبنان ربح من معركة جرود عرسال أرضه، وحفظ وحدته الوطنية، واستشعر اللبنانيون المهابة والعزة والكرامة والقدرة على صنع الانتصار”، لافتا إلى “أن المقاومة أسقطت ما في أيدي الأميركيين وحلفائهم، وكشفت زيف موقفهم المخادع والمنافق الذي أنشأ وحرك ومول داعش عبر أنظمة الخليج، لأن الأميركي لا يدفع من جيبه، بل يستخدم وكلائه في المنطقة من أن يمولوا الإرهاب لتحقيق مشاريعه التي سقطت في العراق مع تحرير الموصل، وكذلك في سوريا مع بداية تحرير حلب وما بعدها، واليوم في جرود عرسال، وبالتالي أصبح يحتاج إلى لملمة عصاباته الإرهابية، وأن يفرغ الملعب من اللاعبين، وأما المكان والمنطقة التي يريد أن يأخذ داعش والعصابات الإرهابية التابعة له إليها ويحصرهم فيها، ويشغلهم لتحقيق مشاريع أخرى له، فهذا شأنه، ولكن لبنان ليس فيه مقرا ولا مستقرا للارهابيين على الإطلاق”.
وأكد أننا “نعتز بوقفة جيشنا الوطني اللبناني، وبالدور المهم الذي أداه في حفظ الاستقرار في بلدة عرسال وفي طمأنة الناس وحماية مخيمات النازحين من أن يحدث فيها تحركات معيقة، وهو يتهيأ لدور أكبر في المرحلة المقبلة، حيث سنكون جنبا إلى جنب تنسيقا وتخطيطا وأداء، وأما من لا يعجبه هذا الوضع، فليذهب ويبحث عن أي أمر أو موضوع آخر، فنحن لن نعلق على ما قيل من ثرثرات هي لا تعبر إلا عن أحقاد أو قصور نظر أو غباء أو تعامل، ولكننا نمارس قناعاتنا الوطنية التي نستمدها من فهمنا الحضاري والديني والإنساني النبيل، ونقوم بواجبنا تجاه أهلنا ومجتمعنا ووطننا، ولا تحركنا طائفيات ولا مذهبيات، بل نتعامل مع الانسان كإنسان، فإن كان من ديننا فهو أخ لنا في الدين، وإن كان على غير ملتنا فهو نظير لنا في الخلق، وهذا هو منهجنا وطريقتنا”.
وختم رعد بالقول: “إننا لا نريد أن نبالغ، ومهما صدر فينا من مدح وإطراء وتعبير عن حجم قدراتنا، فنحن نعرف حجمها تماما، وكذلك فإننا نعرف من يزايد في المبالغة من أجل إغوائنا وإعلاء أرجلنا عن الأرض لكي لا نعود نفكر واقعيا وموضوعيا، وأيضا إننا نعرف أن عدونا ما كان ليقوى على شعوب المنطقة ودولها إلا نتيجة ضعف الأنظمة وعدم وجود إرادة لديها في المواجهة، وتغييب الشعوب عن ساحة المواجهة، وأما العنصر الأساس في انتصارنا، هو يقيننا في الله وثقتنا بنصره والتزامنا بنهج محمد وآل بيته”.
الوطنية للإعلام