في 14 آذار الماضي أوقفت مخابرات الجيش في بلدة مغدوشة، السوري “علاء الدين.ص” بعد ورود معلومات عن انتمائه إلى تنظيم “داعش” الإرهابي ونيّته الإلتحاق به في سوريا والقيام بعملية إنتحاريّة.
يومها أُخضع الشاب العشريني للتحقيق فاعترف بالمعلومات المذكورة فضلاً عن تواصله مع مجموعات إعلامية في عدد من الدول لاسيما العراق والأردن وتركيا، بهدف حضّ أبنائها على الإنتماء إلى تنظيم “داعش”.
إلى هنا توحي أفعال “علاء” أنّه بكامل قواه العقليّة.. لكن أمام المحكمة العسكريّة يتبدل المشهد.
بسرواله الجينز و”تيشرتته البوردو” يقترب الشاب من المنصّة تمهيداً لاستجوابه. يُطأطِئُ رأسه وهو يستمع إلى مرافعة وكيل الدفاع عنه الذي أبرز تقريراً طبيّاً يفيد أنّ موكله “يعاني من هلوسات سمعيّة وبصريّة وهذيان اضطهادي وبحاجة إلى مأوى إحترازي وإشراف من قبل طبيب نفسي لمتابعة وضعه”.
إلّا أنّ وقائع التحقيقات التي أدّت إلى توقيف “علاء”، إستندت إلى اعترافاته الأولّية وإلى تفريغ محتويات هاتفه الخلوي، التي بيّنت أنّ المتهم ألّف عدّة مجموعات إعلاميّة واشترك في غيرها من بينها “وكالة أعماق” و”جبهة إعلاميّة” التي كانت تتولّى نشر أخبار “داعش” و”النصرة”.
لم تقتصر اعترافات الشاب “المضطرب نفسيّاً” عند هذا الحدّ، فقد أكّد أنّه تعرّف على عدة أشخاص في العراق والأردن وإيران وتونس وموريتانيا وتركيا والمغرب، مشيراً إلى أنّه كان يُحرّض هؤلاء على الجهاد في صفوف “داعش”، وهو كان يطمح لذلك لكنّه عجز عن تحقيق أمنيته بالقتال إلى جانبه.
وكشف أنّه بايع أبو بكر البغدادي بتسجيلٍ صوتيّ، موضحاً أنّه حرّض العديد من الشابات على السفر إلى سوريا عبر تطبيق “تلغرام”، لاسيّما “أم جلبيب” و”أم محمّد” وكلاهما من موريتانيا، وأنّه تواعد مع الأخيرة من أجل لقائها في الرقّة وعقد زواجهما هناك والإنخراط معاً في صفوف “داعش”.
ولم يتردّد “علاء” في الاعتراف خلال التحقيقات الأوليّة أنّه عقد العزم على تنفيذ عملية انتحاريّة في سوريا لحساب التنظيم المذكور، ليعود ويتراجع في التحقيق الإستنطاقي عن أقواله زاعماً أنّ الجهاز الخلوي المضبوط والذي يُشكّل دليل إدانة واضحة تجاهه، ليس له وإنّما لمواطنه “أبو علي” الذي أعاره إيّاه.
على أن تصدر المحكمة العسكرية حكمها عليه الليلة
NBN