كتبت صحيفة الديار:

تتكشف يوماً بعد يوم، بأن كل ما يُقال عن «صفقة» ما عقدها «حزب الله» بشأن العسكريين المخطوفين، والتي روّج لها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بأنها لم تحصل، بل كل ما في الأمر، ان تحريضاً سياسياً تقوم به اطراف سياسية وحزبية داخلية، لا تكن «الود» للمقاومة تحاول ان تشوه صورتها، وهذا ليس بجديد عليها، ولقد سبق لها وقامت بذلك في مراحل سابقة، وهي في غالبيتها من فريق 14 آذار، الذي قال عنه السفير الاميركي الاسبق في لبنان، جيفري فيلتمان، انه دفع له 500 مليون دولار «لتشويه صورة المقاومة»، وهو اعترف بذلك امام جلسة للكونغرس الأميركي.
فهذا التوصيف لما تعرض له «حزب الله» بعد كشف مصير العسكريين المخطوفين، لمصادر سياسية حليفة للحزب، يدخل في اطار تصفية المقاومة، منذ عقود، وكان ابرز المحطات في القرار الدولي 1559 الذي صدر عن مجلس الامن الدولي قبل 13 عاماً بالتمام اي في 2 ايلول 2004، ثم في العدوان الاسرائيلي صيف 2006، والذي كان تنفيذاً لهذا القرار، لما لم يتمكن فريق 14 آذار من نزع سلاح المقاومة سياسياً، فكان الخيار العسكري.
فالتشويه مستمر للمقاومة، وآخر فصوله موضوع العسكريين المخطوفين، وكأنها هي التي تسببت بخطفهم وذبحهم بعد اشهر من قبل تنظيم «داعش» والذي تم في شباط 2015، وفق ما أكده المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي لديه الكثير ليقوله، عن ما تحدث عن صفقة، ويعري ما ينسبونه زوراً الى «حزب الله»، تقول المصادر، ليقف الرئيس نبيه بري في ذكرى الامام السيد موسى الصدر، وليعلن ان لا صفقة، ويتوجه الى اللواء ابراهيم الذي كان حاضراً المهرجان، هل ما قمت به كان شخصياً ام مكلفاً رسمياً، وقد ابلغت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بما كان يحصل معك بشأن العسكريين المخطوفين، الذين ما ان تبلغت المقاومة عن مكان دفن جثثهم، حتى ظهرت المعلومات عن مصيرهم الذي كان مأساوياً، وهو ما حاول مشوهو صورة «حزب الله» ان يفعلوه، بادارة حملة سياسية واعلامية، تدور حول كيف يُسمح للخاطفين ان يغادروا بـ«الباصات المكيفة»، ولماذا لم يتم قتلهم والثزر لدماء العسكريين الشهداء.
هذا الكلام الذي كان يصدر عن المشوهين للمقاومة، ومحاولة دق اسفين بينها وبين الجيش وتحريض اهالي العسكريين المخطوفين عليها، اسقطه قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي اكد على ان عملية «فجر الجرود» حققت اهدافها بتحرير الجرود من الارهابيين ومعرفة مصير العسكريين، وهو كان على علم بالاتصالات التي كان يقوم بها اللواء ابراهيم مع «حزب الله»، وابلاغه عن مكان وجودهم، ما يعني ان لا صفقة، كما روج جعجع وامثاله، تقول المصادر التي تشير الى انه لولا معرفة مصير العسكريين من قبل من اسرهم «حزب الله» من تنظيم «داعش»، لكان الوضع اصعب، والانتصار ناقصاً.
اما بشأن قتل عناصر «داعش»، والسماح لهم بالمغادرة الى دير الزور، فهذه مسائل تحصل في الحروب، لا سيما الاستسلام وهزيمة الخصم، تقول المصادر لتؤكد ان المكان الذي ذهب اليه الارهابيون، سيحصل قتال ضدهم هناك، كما في مناطق اخرى داخل سوريا، وهذا ما هو حاصل عملياً، وان اخراجهم من الجرود سالمين، فهو لتوفير دماء في المعركة، والاعلان عن انهاء الاعمال العسكرية لجهة السلسلة الشرقية لجبال لبنان، او القلمون الغربي من الجانب السوري.
لقد اسقط الرئيس بري ومعه رئيس الجمهورية، وايضاً قائد الجيش، ما تم ترويجه عن ما سمى البعض المعارك في الجرود بالمسرحية، وان فريق 14 آذار، لا سيما «القوات اللبنانية» فيه، تحدثوا عن ان هؤلاء العناصر نقلهم النظام السوري الى لبنان، وبالاتفاق مع «حزب الله» للاقامة في الجرود وتخريب الامن فيه، وهو ما ترك السيد نصرالله يرد على هؤلاء الذين وصفهم «بالجهلة، او باللئام العديمي الاخلاق»