لماذا يلتئم الجرح في إصبعك بصورة أبطأ بكثير من التئام نفس الجرح في فمك أو على لسانك؟ حقيقة علمية ربما لم تجذبك من قبل حتى اليوم. فقد وجدت دراسة مُثيرة أُجريت هذا العام، أن هناك عاملًا يلعب دورًا بارزًا في شفاء الجروح بسرعة فائقة في الفم، و يغيب وجوده في باقي أجزاء الجسم. هل حزرتَ ما هو؟
جروح الفم أسرع في الشفاء من جروح باقي الجسم، و هذا هو السبب!
إنه اللّعاب! فهو يحتوي على جزيء يُمكن أن يُساعد بنمو خلايا جديد و إصلاح المُتضرر منها بصورة سريعة. فقد وجد العلماء أن اللّعاب يحتوي على جزيء ببتيد يُسمى الهستاتين-1 ” histatin-1″ يُحارب البكتيريا و يُساعد على التئام الجروح أسرع من المعتاد.
الدراسة التي نُشرت في مجلة FASEB، بيَّنت أن علماء تشيليون عثروا على جزيء صغير ساعد على شفاء الجروح بسرعة كبيرة ضمن سلسلة من التجارب. حيث أضافوا جزيء هستاتين-1 إلى خلايا جنينية للدجاج وعدة أنواع من خلايا الدم والأوعية الدموية البشرية، و كانت النتيجة مذهلة!
فمن أجل شفاء الجرح، يجب أن تتشكل خلايا جلدية جديدة ثم تنتقل من حواف الجرح شيئًا فشيئًا حتى تغطي الجرح بأكمله. و تُساعد الخلايا الليفية النشطة على إنتاج الكولاجين collagen و الإيلاستين elastin وبروتينات أخرى يحتاجها الجلد للترميم. كما يبدأ الجسم بإعادة تنشيط الأوعية الدموية ما يُعزز تدفق الدم إلى الجرح و يُسرِّع من شفائه.
جميع الخطوات السابقة، اتَّضح أن الهيستاتين-1 يقوم بعملها، و يُساعد على نمو أوعية دموية جديدة في منطقة الجرح. هذا المركب المتواجد فقط في لعاب الإنسان، هو السبب وراء شفاء جروح الفم بسرعة كبيرة مقارنةً بنفس الجروح التي تتعرض لها أجزاء أخرى في جسم الإنسان!
المصدر:موقع علوم العرب