Home / أخبار محلية / مصطفى بدر الدين.. شكرا

مصطفى بدر الدين.. شكرا

ذوالفقار ضاهر 

المتابع بشيء من الدقة لخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الخميس 11-5-2017، في الاحتفال بالذكرى السنوية الاولى لاستشهاد القائد الجهادي الكبير الشهيد السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار)، يمكنه بسهولة ادراك حجم وقيمة ما انجزه هذا الرجل في مسيرته الجهادية الطويلة، وان ما يكتب عن هذا القائد الاسير المجاهد الشهيد ليس مجرد كلام إنشائي للاطراء والمديح وان كان اهلا له بجدارة تامة دون اي تزلف او تملق او مبالغة.

فالقائد الشهيد الذي ترعرع في ميادين الجهاد منذ نعومة أظافره وهو الذي كان يحمل سلاحه الفردي في ساحات المقاومة منذ ان كان عمره 14 عاما وكان “الكلاشينكوف أطول منه يومها” على حد وصف والدته في حديثها لقناة المنار مؤخرا، هذا الرجل كان من اصحاب الطلقة الاولى التي وجهت الى صدر العدو الاسرائيلي في خلدة وعلى مداخل مدينة بيروت وفي طريق المطار، هو ممن لم يُخلوا الساحة للمحتل بل لاحقوه بكل الوسائل حتى دحروه، فكانت الانتصارات التي حققتها المقاومة من هندسته وتدبيره ورفيق دربه الشهيد القائد الحاج عماد مغنية(الحاج رضوان).

صانع الانتصارات..

السيد نصر الله_ذكرى القائد بدر الدين_11والسيد نصر الله في إطار خطابه الخميس عدّد بعضا من انجازات هذا القائد المتميز:
-فهو كان احد اهم صانعي النصر الكبير في نيسان 19966 حيث استطاعت المقاومة كسر هيبة “اسرائيل” فيما اطلقته من معركة “عناقيد الغضب” وقد كرس يومها معادلة الصواريخ الشهيرة التي أسست لمعادلات الردع مع العدو ما مهد لانتصار العام 2000.

-كان دور الشهيد السيد ذوالفقار أساسيا في انتصار العام 2000 عبر تطوير العمل وقدرات المقاومة على مختلف الصعد وتنفيذ العمليات العسكرية والامنية الناجحة ضد مواقع وقيادات العدو وميليشيات العملاء في الجنوب والبقاع الغربي.

-كان للشهيد الدور البارز والكبير في كشف شبكات عملاء العدو الاسرائيلي مع ما لذلك من أهمية في صون الانتصار على العدو وحماية الجبهة الوطنية اللبنانية من الاختراقات الاسرائيلية التي يستفيد منها العدو لضرب امن لبنان والمقاومة.

-كان للشهيد بدر الدين الدور الاساسي في صنع النصر الالهي الذي تحقق على الصهاينة في تموز من العام 2006، ولا داعي لتكرار اهمية هذا النصر في كسر ما يسمى التفوق الاسرائيلي وفي قلب معادلات ومخططات كانت تعد على مستوى الاقليم كله وليس على مستوى لبنان.

-لم يكل الشهيد ذوالفقار ولم يمل انما واصل عمله التطويري في صفوف المقاومة وصولا لرفع جهوزيتها في مختلف الوحدات العسكرية والامنية.

تحرير الاسرى-دوره كان اساسيا في المفاوضات لتحرير الاسرى اللبنانيين من سجون الاحتلال سواء قبل وبعد تحرير العام 2000، وطبق بصدق مقولة السيد نصر الله الشهيرة “نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون”.

-كان للشهيد القائد دوره الكبير في مواجهة الادوات التكفيرية سواء عبر الدفاع عن المقامات في سوريا وبالاخص مقام السيدة زينب بنت علي(ع)، وحماية الحدود والداخل اللبناني من الاخطار الارهابية التكفيرية، فكان الخيار الامثل بالذهاب الى مواجهة الارهاب في سوريا وعدم السماح له بالوصول الى لبنان، وهذا دفاعا عن كل اللبنانيين وليس فقط عن فئة دون اخرى او عن منطقة دون اخرى.

-كان للشهيد دوره في تفكيك الشبكات الامنية التابعة للارهاب التكفيري التي حاولت ان تضرب الامن والاستقرار في لبنان، بما شكل شبكة امان وطنية حمت البلد من اعتداءات دموية كثيرة.

-كان للشهيد القائد دوره الكبير في ادارة الحرب النفسية والاعلامية الحربية مع العدو الاسرائيلي ومن ثم بمواجهة العدو التكفيري، وكل الأدلة تثبت نجاحه الباهر في اداء هذا الدور الحساس والهام في مختلف المراحل.

النصر والشهادة.. ومواصلة الطريق

هذا المسار النضالي ختمه الشهيد بالشهادة كما كان يتمنى، وهو قضى شهيدا ومنتصرا ومن ابرز الأدلة الحية على ذلك هو اعلان السيد نصر الله:

المقاومة الاسلامية في سوريا-ان المهمة على الحدود مع سوريا بخصوص السلسلة الشرقية لجبال لبنان قد انجزت وان المنطقة باتت آمنة بفضل ما انجزته المقاومة في سوريا وعلى الحدود، وكل ذلك احد صناعه ومقرريه الاساسيين هو الشهيد السيد ذوالفقار.

-ان مشروع “اسرائيل الكبرى” سقط وان “مشروع اسرائيل العظيمة” سقط بفعل قدرات المقاومة التي كان احد اعمدتها الاساسية الشهيد بدر الدين، وكان همه الاساسي والاول مواجهة هذا العدو الغاصب لارض فلسطين وبالتالي اي انجاز يسجل في هذا المجال للمقاومة سيكون مسجلا حكما ضمن انجازات هذا الشهيد.

فإنجازات هذا القائد لم تقتصر فقط على دوره وهو حي، وانما تستمر حتى بعد استشهاده لان هناك من يعمل وفقا لارشاداته وعملا بتوصياته وقيمه وما اسسه له من عمل مؤسساتي للمقاومة لا تتأثر بوجود شخص بحد ذاته، فالمقاومة باتت منظومة من العمل الهادف بقيادة حكيمة في الادارة والاشراف وتضحيات لا تنتهي من تلاميذ درسوا في مدرسة السيد ذوالفقار.

فمن أنجز وحقق كل ذلك واعطانا ببركة عمله وجهده وتضحياته وجراحه ودمه كل هذه الانتصارات والبطولات التي تمثل مفخرة للامة كلها لا يسعنا إلا الانحناء امامه شكرا واحتراما وتبجيلا، والعهد كما قاله السيد نصر الله “… للسيد ذو الفقار للسيد مصطفى بدرالدين للقائد الشهيد والشجاع والملهم عهدنا ووعدنا بمواصلة الطريق لتستمر الراية الصفراء تصنع الانتصار بدم الشهادة”.

المصدر: موقع المنار

Check Also

20% من المدارس الرسميّة خرقت إضراب هيئة التنسيق

في اللقاء مع هيئة التنسيق النقابية، أمس، طرح وزير المالية غازي وزني أفكاراً يعتقد بأنها …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم