أيُّ نارٍ أشْعَلْتَها في قلوبنا، فأحَلْتَها جمرا..يا لقلب أمك، على مرارة فقدك في ريعان شبابك!!..
يا لقلب أبيك، أصابه سهم العلقم، فكَسَرَ روحَه!!..إن موتَ الأبناء يحني الهامة..
ويُصيبُ اشتعال الحياة بالذبول..
ويُحطّمُ كلَّ حلمٍ بما هو آت..لحظةَ الفاجعة!..
وحين يُصيب الموتُ الشباب، يَتفتّتُ تفتُّح الورد..
ويتلاشى فوحانُ عطره.. ويتبدّدُ جمالُ ألوانه..
وكيف إذا كان الإبنُ الراحل..
يَعجُّ بالطموح والنجاح..
مملوءاً بالطهارة والبراءة..
هادراً بكل أطياف البِشْر والوسامة..
#المهندس_أحمد_زياد_مراد..
اختطفه الموتُ وهو في طريقه إلى الجنوب..
على مقربة من أعتاب جذوره في إقليم الخروب..
كان يسير بشغفِ المشتاق.. قاصداً “خطيبته” التي بدأ يُؤلِّف معها أحلامه الوردية منذ بضعة أشهر، ولكن طريقه إلى الموت كان أسرعَ من لهْفته!!..
أغمضَ عينيْه.. ليَتفتَّح خلودُه..
ولتشعَّ أنوارُ العطاء من صفحات كتابه..
المملوء بالعلم، والجهاد، والمقاومة، والحب..
أحمد يا ابن الطيبين..
يا رفيقَ الشهداء والمجاهدين..
أنتَ منهم..
والنصر المكتوب على جبينك يشهد..
والضوء الطالع من خباياك يشهد..
فقلبك لا يهدأ مشتعلاً بعشق كربلاء..
غداً يا أحمد نقيم لك عرسك..
ونلوّح لك بمناديل وجعنا المدوّي..
وقلوبنا تتفطر دمعاً بصعقة الموت..
هذا الموت الذي مافتئ يخيّب آمالنا..
ويجبرنا في كلِّ مرة على دفن واحد من أحلامنا..
بأمان الله يا أحمد..
إمضِ إلى جوار ربك بنفس مطمئنة..
وبقلب هادئ لا يَسكنه غيرُ الحب..
كل آيات المواساة والعزاء للمنكسرة قلوبهم..
لأمك إبنة خالتي، والأخ العزيز أبيك، وإخوتك، وخطيبتك..
لجدتك الصابرة خالتي الحاجة أم نصر الله، لأعمامك، وأخوالك، وخالاتك، وأنسباؤبهم، ولكل أحبابك، وما أكثرهم!!..
وداعاً يا أحمد..
رحمك الله تعالى، وأسكنك فسيح جناته، وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ورزقك مجاورة المصطفى وآله صلوات الله عليهم أجمعين..
إنّا للَّه وإنَّا إليه راجعون…