Home / ثقافة عامة / دمشق والغوطة الشرقية “قصاص الدم”

دمشق والغوطة الشرقية “قصاص الدم”

محمود هلال

على وقع الأحداث المتسارعة في الغوطة الشرقية لدمشق والمتناقلة عبر وسائل التواصل الإجتماعي, كان لا بد من التوقف عند هذه المعركة من الحرب القائمة بين نظام الدولة المتمثل بالجيش العربي السوري والفصائل الإرهابية المدعومة خارجياً والمسيطرة على مجموعة من المناطق من بينها الغوطتين الشرقية والغربية, لذلك كان لا بد لنا من إسترجاع بعض الأحداث المرتبطة بشكل مباشر بهذا الحدث
في بداية الأزمة السورية كانت الغوطة الشرقية وبالخصوص منطقة دوما هي العصب الرئيسي للدعم السعودي المتمثل برئيس جيش الإسلام “زهران علوش” وحاشيته وذلك في محاولة للسيطرة على العاصمة دمشق من خاصرتها
وبعد عدة محاولات من المجموعات المسلحة لم تتمكن تلك القوات مع كل المساعدات من السيطرة على مراكز صنع القرار في الدولة السورية بل إكتفت بالسيطرة على الغوطة الشرقية والغربية
وفي العام 2013 وبعد دخول القوات الرديفة لمساندة الجيش العربي السوري, أصبح من الصعوبة بمكان فرض سيطرة الفصائل المسلحة على دمشق, بل انقلبت الأية وأصبح الجيش السوري والحلفاء يتقدمون بشكل مستمر بأتجاه خط السكة وحرستا وعدرا العمالية, وتمثلت الصاعقة التي أطاحت بأحلام المرتزقة بخسارة المسلحين معركتين أساسيتين وهما معركة العتيبة الشهيرة التي هدفت لوصل الغوطة الشرقية بالغوطة الغربية إمتداداً الى درعا, ومعركة وصل الغوطة الشرقية بمنطة البتراء الواقعة شمالاً وإمتداداً بأتجاه حمص
لذلك كان لا بد للمسلحين من وضع حد لتقدم قوات الحلفاء, حيث عمد المسلحين بناء مجموعة من السجون ووضعوها على أسطح الأبنية والتي كانت ترى بالعين المجردة, ثم عمدوا وضع مجموعات كبيرة من المدنيين في تلك السجون وذلك للتستر بهم, مما جعل قوات النظام والحلفاء تعمل على التأني وأخذ الحيطة والحذر في تقدمهم ما أخر من عزمهم
وإستغلالاً لتلك الأحداث عملت الفصائل المسلحة الإرهابية وبالخصوص بعد مقتل “زهران علوش” وترأُس جيش الإسلام “عصام البويضاني” على ضرب العاصمة دمشق بالقذائف الصاروخية والهاون بشكل مستمر والتي كانت تؤدي دائماً الى قتل وجرح المدنيين كباراً وصغاراً وأخر هذه الضربات كانت بتاريخ 11/02/2018 عندما قصف المسلحون منطقة العباسيين في دمشق مما أدى الى ردة فعل ردعية من قبل الجيش السوري, ومن الأمور التي يعلمها القاسي والداني في سوريا أنه بين دمشق والفصائل المسلحة معاهدة مؤقتة تقضي بأن إذا قصفتم العاصمة دمشق ستُقصف الغوطة
أما القديم الجديد فهو سلاح الإعلام حيث يعمل المسلحين دائماً على تقديم أنفسهم كضحايا ويعمدون على إظهار الدمار القديم الجديد, طبعاً لا يمكن رؤية المشهد الدموي من وجهة نظر واحدة فالجهة الأخرى أيضاً تدفع الدماء من شيوخها وأطفالها والخاسر الأكبر هو الشعب السوري.

Check Also

ندعوا أهل الخير للمساهمة في إفطار مئة صائم يومياً

بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، يطلق “مركز مصان” لذوي الإحتياجات الخاصّة مشروعه الإنسانيّ “مائدة الرّحمٰن” …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم