الرئيسية / أخبار صور / الشيخ علي ياسين خطبة الجمعة ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ﴾

الشيخ علي ياسين خطبة الجمعة ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ﴾

عن رسول الله (ص): أتاكم شهر رمضان يغشاكم الله فيه، فينزل فيه الرحمة، ويحطّ الخطايا، ويستجيب الدعاء، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإنّ الشقي من حُرم فيه رحمة الله …
الإنسان أفضل مخلوقات الله سبحانه، أراده خليفةً له على الأرض، وزوّدهُ بالعقل، وسخّر له ما في الأرض؛ يتصرّف فيه ويعمّر دنياه، وحتى لا يطغى ويُفسد وتستقيم له الأمور شرّع له شرايع وسُنناً يلتزم بها، ووعدهُ بما هو خيرٌ مما في هذه الدنيا، إن استقام والتزم بما شرّعه الله له، وبيّن للإنسان أنّ أمامهُ حياتان؛ حياة الدنيا وحياة الآخرة، إن كان صالحاً في الدنيا فيأتي في الآخرة آمناً مطمئناً فرحاً بما قدّم، وإن كان فاسداً في الدنيا فإنّه ينتقل إلى دار الآخرة خائفاً مُرتعباً نادماً بتفريطه واتباع الشيطان الذي زيّن له الحياة الدنيا فلم تبقَ لهُ ولم يبقَ فيها، ووجد نفسهُ في الآخرة من الخاسرين الهالكين .
الدين عبادات ومعاملات؛ فالعبادات فرضها الله سبحانه على العباد لتنظيم العلاقة بين العبد وربّه، فأمرهُ بمناسك محدّدة من صلاة وصوم وحج وزكاة وغيرها؛ ليُهذّب نفسهُ ويستقيم في المعاملة مع الآخرين، وينهي ما في داخله من غرورٍ وطمعٍ وجشع، قالت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع): فَجَعَلَ اللهُ الإيمانَ تَطْهيراً لَكُمْ مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ عَنِ الكِبْرِ، والزَّكاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَماءً في الرِّزْق، والصِّيامَ تَثْبيتاً للإِخْلاصِ، والحَجَّ تَشْييداً لِلدّينِ، وَالعَدْلَ تَنْسيقاً لِلْقُلوبِ، وَطاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَإمامَتَنا أماناً مِنَ الْفُرْقَةِ، وَالْجِهادَ عِزاً لِلإْسْلامِ، وَالصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَى اسْتِيجابِ الأْجْرِ، وَالأْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعامَّةِ، وَبِرَّ الْوالِدَيْنِ وِقايَةً مِنَ السَّخَطِ، وَصِلَةَ الأَرْحامِ مَنْماةً لِلْعَدَدِ، وَالْقِصاصَ حِصْناً لِلدِّماءِ، وَالْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْريضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَتَوْفِيَةَ الْمَكاييلِ وَالْمَوَازينِ تَغْييراً لِلْبَخْسِ، وَالنَّهْيَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزِيهاً عَنِ الرِّجْسِ، وَاجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَتَرْكَ السِّرْقَةِ إيجاباً لِلْعِفَّةِ. وَحَرَّمَ الله الشِّرْكَ إخلاصاً لَهُ بالرُّبُوبِيَّةِ، “فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلا وَأنْتُمْ مُسْلِمُونَ” وَأطيعُوا اللهَ فيما أمَرَكُمْ بِهِ وَنَهاكُمْ عَنْهُ، فَإنَّه “إنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِهِ العُلِماءُ” .
بيّنت سلام الله عليها أنّ لكلّ عبادة أثر، وقالت: إنّ الله سبحانه وتعالى جعل الصوم تثبيتاً للإخلاص . لأنّ الإخلاص يُهيّئ الإنسان لتقوى الله سبحانه، قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” فالتقوى هي الهدف الذي أمر الله سبحانه العباد للسعي له والاتصاف به، وجعل التقوى هدفاً من أهداف تربيتهم وعليها قامت دعوة الأنبياء، فنبي الله نوح يدعو قومه إلى التقوى بنصٍّ صريح؛ قال تعالى ” كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ * إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ” فقد ذكر التقوى ثلاث مرّات في خمس آيات .
وكذلك هودٌ مع قومه ” إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ” ونبي الله صالح ” إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ” وقبلهم لوطٌ مع قومه ” إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ” وأبو الأنبياء خليل الله إبراهيم (ع) ” وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ۖ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ “، وجاء في القرآن الكريم خطابٌ لأقوام شعيب وإلياس وغيرهم من الأنبياء والمرسلين ” وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ” .
تحصيل التقوى هو الهدف من الأوامر والتشريعات الإلهية، قال تعالى ” وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ” فالتقوى مرتبطة بكل العبادات البدنية والمالية وغيرها، قال تعالى ” وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ” والتزام الحلال واجتناب الحرام من التقوى، قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” فالتقوى لباسٌ يقي الإنسان حرّ جهنّم ويُبعده عن غضب الله سبحانه، في الحديث سُئل رسول الله (ص): ما يُدخل الجنّة؟ قال: تقوى الله وحسن الخُلُق .
والآيات القرآنية التي تتحدّث عن التقوى كثيرة جداً، وتبيّن أنّ المجتمع المُتّقي يعيش بركات الدنيا ونعيم الآخرة، قال تعالى ” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ” فأهل التقوى لا تقتصر سعادتهم على الدنيا وما فيها؛ بل تمتد لتشمل الآخرة، قال تعالى ” وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ” ويكفي المتّقين شرفاً أنّ الله معهم ” إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ “، والتقوى هي ميزان التفاضل بين الناس عند الله سبحانه؛ قال تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “.
ومن العبادات التي فرضها الله لتحصيل التقوى هو الصوم، ولم يكن فريضةً على المسلمين فقط؛ بل إنّ الله سبحانه فرضه على الأنبياء والرسل وأممهم، قال تعالى ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” فالصيام من ثمره التقوى لما فيه من إلزام الإنسان نفسَه بطاعة الله؛ فيجتنب ما كان مباحاً بالأصل وقد صار حراماً بالصوم، فيمتثل أمر الله سبحانه، وهذه هي حقيقة التقوى، فإنّ الصوم يُقوّي الإرادة في الثبات على طاعة الله سبحانه .
والروايات عن أهل البيت (ع) ذكرت أهدافاً كثيرةً للصوم؛ كلّها تصبّ في خانة تقوى الله سبحانه، فالصوم له فوائد اجتماعية وصحيّة ونفسية وتربوية؛ فالفائدة الاجتماعية أن يرى الناس أنفسهم متساوين أمام هذا الواجب الرباني؛ فالكل صائمٌ من غني و فقير، أو قوي وضعيف، بل كل طبقات المجتمع تؤدّي هذه الفريضة، فيحسّ الغني والقوي بجوع الفقير وضعف الضعيف فيندفعان لمساعدتهما، ففي الحديث سأل هشام بن الحكم الإمام الصادق (ع): عن الحكمة من تشريع الصيام؛ فقال (ع): إنّما فرض الله عزّ وجل الصيام، ليستوي به الغنيّ والفقير، وذلك أنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع فيرحم الفقير، لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله عزّ وجل أن يسوّي بين خلقه، وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم، ليرقّ على الضعيف، فيرحم الجائع .
ومن الآثار الصحيّة للصوم أن ثبت في الطب القديم والحديث أن العامل الأكثر سبباً للأمراض الإسراف في تناول الأطعمة المُختلفة؛ لأنّ الغذاء الزائد يُسبّب تراكم الدهون والسكر في الدم، والصوم يحرق الفضلات المتراكمة، ويُجري عملية تطهير شاملة للبدن، يقول العالم الروسي الكسي سوفورين مُعدّداً آثار الصوم: الصوم سبيل ناجح في علاج أمراض فقر الدم، وضعف الأمعاء، والإِلتهابات البسيطة والمزمنة، والدمامل الداخلية والخارجية، والسل، والاسكليروز، والروماتيزم، والنقرس والإِستسقاء، وعرق النساء، والخراز (تناثر الجلد)، وأمراض العين، ومرض السكر، وأمراض الكلية، والكبد والأمراض الاُخرى. العلاج عن طريق الإِمساك لا يقتصر على الأمراض المذكورة، بل يشمل الأمراض المرتبطة باُصول جسم الإِنسان وخلاياه مثل السرطان والسفليس، والسل والطاعون أيضاً . وورد في الحديث الشريف عن رسول الله (ص): صوموا تصحّوا . وعنه (ص): المعدة بيت الداء والحمية رأس كلّ دواء .
إنّ شهر رمضان فرصة لتهذيب النفس وتصحيح المواقف وتثبيت الشخصية الإسلامية على أساس التقوى، هذا إذا عاش الإنسان مع روحيّة الصوم بالإمساك عن كلّ المحرّمات والالتزام بالأخلاق الفاضلة وقيام الليل وقراءة القرآن بتمعّن وتلاوة الأدعية، لا كما يفعل كثيرون أغواهم الشيطان؛ يصومون في النهار عن الطعام والشراب، وفي الليل ينشغلون بالسمر واللهو وما يُسمّى بالسحور الرمضاني، فيبتعدوا عن روحيّة هذا الشّهر الذي أعدّه الله ليكون فرصةً لتهذيب النفس وتصحيح المواقف وتركيز الشخصية الإسلامية على أساس التقوى، بدل أن يتوجّهوا للمساجد ومجالس الدعاء يتوجّهون إلى الخيم الشيطانية والتي سمّوها زوراً خيم رمضانية، وإلى المقاهي فلا يشعرون بعظمة هذا الشهر، فهم يصومون في النهار عن الأكل والشرب وفي الليل يعيشون لذّاتهم، فيعملون على تعويض ما فاتهم من ملذّاتٍ في النهار، فهؤلاء لا يصومون؛ لأنّ الصوم يرفع من إنسانية الإنسان وقيمهِ ويطهّر جسده ويحرّر إرادته، فهم يقوّضون بالليل أجرهم الذي كسبوه في النهار، فهم لا يدركون فائدة الصوم ولا يعرفون وجه الحاجة إليه، فالصوم لهم أصبح عادة من عاداتهم التي يؤدّونها في هذا الشهر من دون إدراك لضرورة الصوم ونتائجه واعكاسه على الحياة الروحية والاجتماعية والصحية كعبادة، فتتنوّع عندهم المأكولات كمّاً وكيفاً وقد تصل بهم الأمور إلى أن يفطروا على الحرام، فيتسابقون في ملء البطون من حين الإفطار إلى آخر لحظة من الفجر، وبعضهم ينام حتى عن صلاة الصبح، دون أن يلتفت إلى أنّ شهر رمضان هو الفرصة الذهبية لتصحيح علاقة الإنسان بربّه عبادياً وبمجتمعه شعورياً وبنفسه صحياً .
فشهر رمضان شهر الإخلاص وشهر تقوية العزيمة والإرادة والتغلّب على هوى النفس الأمارة بالسوء، وفي شهر رمضان سجّل المسلمون انتصارات عظيمة أهمّها معركة بدر التي وقعت في 17 من شهر رمضان في العام الثاني للهجرة؛ حيث خرج المسلمون من المدينة بقيادة رسول الله (ص) لقطع الطريق على تجارة قريش التي كانت بيد أبي سفيان، وقد عرف بخروج رسول الله (ص) فغيّر الطريق، وجاءت قريش ومعها حلفاؤها مستعدين للحرب وأعدّوا لها عدّتها من العديد والعتاد، وقد كانوا يشكّلون ثلاثة أضعاف المسلمين الذين كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً معهم فرسان وسبعون جملاً، وبعضهم كان يحمل عصاً وآخر شبه حافٍ وبدون درع، بينما كانت قريش مع صناديد العرب حوالي الألف فارس وراجل، مدججون بالسلاح، متحمّسون للقتال، مصمّمون بالقضاء على رسول الله (ص) ومن معه، لكنّ المسلمين رغم قلّة عددهم تواضع عدّتهم أوقعوا بالمشركين هزيمةً نكراء، بعد أن قتلوا صناديدهم وقادتهم، فلم يرعب المسلمين كثرةُ عدد المشركين، ولا ضخامة عدّتهم، وقالوا لنبيّهم: اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون .
على المسلمين أن يتأسّوا برسولهم الكريم، وتكون ثقتهم في الله قويّة ليتمكنوا من هزيمة أعدائهم الذين احتلوا بلادهم ويعملون على مصادرة ثرواتهم، ولولا رجال بدريون اتخذوا من رسول الله (ص) قائداً وقدوة لما بقي لنا موطئ قدم نعبد الله فيه بحرّيّة، إنّ من تبقى من المؤمنين إن التزموا بالإسلام المحمدي الأصيل وأعدّوا ما استطاعوا من قوّة؛ فإنّهم سيحرّرون القدس وفلسطين، وسيطردون أعداء الأمة من أرض المسلمين، كما أخرجوا الصهاينة من جنوب لبنان ومنعوا قيام دويلة التكفيريين الذين عملوا على قتل المسلمين حماية للكيان الصهيوني وتنفيذاً للمخططات الصهيو أمريكية للقضاء على محور المقاومة والممانعة، لكنّ المقاومين المجاهدين حذفوا كلمة هزيمة من قاموسهم، وأصرّوا – كما البدريون – على الاستمرار في مواجهة الأعداء وإسقاط المؤامرات، فهكذا هو المسلم المحمدي الأصيل الذي جرى الصيام في عقله وروحه ونفسه، أما من ركنوا للظالمين فليس لهم صلاة ولا صوم ولن تقوم لهم قائمة مهما أوغلوا في ظلمهم وغيّهم ومجازرهم، ولن تُغني عنهم أمريكا ولا الصهيونية العالمية شيئاً، لأنّ النصر في النهاية لمن اعتمد على الله وحده، وصبر وثبت ورابط، فهاهم التكفيريون شارف وجودهم على نهايته، وهاهو العدوان الغاشم على اليمن بدأ في الانكماش جرّاء تثبيت معادلة الردع المتبادل، وأما شعب البحرين فقد أثبت للعالم أجمع مدى التزامه بقضاياه المحقة رغم الظلم والقتل، فالظالمون مهما طال بهم الدهر راحلون وعروشهم حتماً زائلة بإذن الله سبحانه وبثبات الأحرار .
وفي الختام نبارك لشعب المقاومة وقيادتها تحقيق ما أرادوه من الانتخابات، ونهيب بمن انتُخب أن يسعى لتحقيق آمال الشعب وتأمين مصالحه، وإلاّ فإننا سوف نُعزّي أنفسنا بهم ونسعى لاستبدالهم .
[وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ وَصَلِّ اللّهُمَّ عَلَى ُمحمّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ]

 تصوير:رامي أمين

شاهد أيضاً

Ideal Mobile Gambling Enterprise: A Comprehensive Guide to Taking Pleasure In Gambling Establishment Games on the move

In today’s electronic age, mobile phones have actually ended up being an important part of …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم