الرئيسية / أخبار محلية / حزب الله والتيار الوطني الحر ،، ترجمة لمصلحة وطنية

حزب الله والتيار الوطني الحر ،، ترجمة لمصلحة وطنية

مروان فرّان|

منذ توقيع الاتفاق الشهير بين التيار الوطني الحر وحزب الله تعالت اصوات القوى والاحزاب السياسية المتضررة من هذا الاتفاق في لبنان ، واطلقت العنان لماكيناتها الاعلامية بالتصويب عليه والتشكيك بقدرته على الاستمرار في خضم ازمة تحالفات متأرجحة سياسيا خاضعة لسلطة نفوذ خارجي في مجملها . لكن الرهان على تهاوي هذا الاتفاق بدى كمن يصارع السراب خاصة بعد احتدام ازمة شغور موقع رئاسة الجمهورية ومحاولة البعض التشكيك بموقف حزب الله الداعم للعماد عون رئيسا للجمهورية .
وإزاء ذلك الوضع انشغلت بعض الاوساط بتقييم الموازين التي بني عليه هذا التحالف وجدواه لكلا الطرفين .
اذ ترى تلك الاوساط ان التيار الوطني الحر حقق مكاسب استراتيجية على المستوى السياسي اللبناني بإيصال مرشحه الى سدة الرئاسة في لبنان ، وأن لحزب الله اليد الطولى بتحقيق هذا الانجاز من خلال دعمه واصراره على وصول مرشحه الوحيد الى هذا المنصب رغم الكثير من الضغوطات لاستبدال اسم ميشال عون بالحليف لحزب الله وسورية سليمان فرنجية .
ويرى المتابعون ان رؤية حزب الله كان يحكمها الوفاء من جهة والحسابات السياسية الداخلية من جهة اخرى .
حيث برزت مواقف العماد عون المتقدمة عام 2006 اثناء الحرب الاسرائيلية على لبنان وثباته في مواجهة العدوان رغم التهويل والوعيد الداخلي والخارجي يعززه ما رشح عن لقاء عون مع السفير الامريكي جيفري فيلتمان حينها وقوله (انه زمن الحرب وسنقاتل الى جانب حزب الله) . وقد ترجم ذلك العماد عون في دعواته العلنية للثبات الى جانب المقاومة في وجه الهجمة المسعورة عليها آنذاك مؤكدا ان لا سبيل سوى الثبات والمواجهة .
مواقف العماد عون كان لها الاثر الكبير على مواقف حزب الله اللاحقة وتصوره لوجه التقارب مع التيار الوطني الحر واعتماد عون كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية . هذا وقد وضعت قيادة حزب الله الشأن الداخلي اللبناني نصب اعينها من خلال ميزان الربح والخسارة ، اذ يقول احد العارفين لما تمخضت عنه اجتماعات قيادة الحزب ، ان فكرة قبول غير العماد عون هو نوع من السقوط في الفخ ، وأن ما عجزت عنه الظروف من الحاقها الاضرار بالعلاقة مع التيار ستكون حتمية باختيار بديل للعماد عون الذي يشكل تياره الثقل المسيحي الاكبر في لبنان بكتلة برلمانية وازنة ناهيك عما يختزنه من تأثير شعبي في الشارع المسيحي مقابل الحليف سليمان فرنجية الذي لا يمتلك كتلة نيابية مؤثرة وتضم (ثلاثة نواب) لا اكثر . وحسب المصادر المطلعة فإن خسارة العماد عون تمثل خسارة استراتيجية للحزب وللطائفة الشيعية مسيحيا ، اذ لن يعد لها اي امتداد مسيحي يشكل مظلة وطنية في ظل بدائل لا يمكن التحالف معها (القوات اللبنانية والكتائب) وهذا ما يجعل الشيعة ككتلة في حالة تقوقع وتحدي غير مرغوب فيه مع المسيحيين بشكل عام ، مع الاخذ بالاعتبار الشحن الطائفي والمذهبي (سني – شيعي) الذي دعمته دول لها ثقلها الاقليمي والدولي .
وعليه نجد انه من الحصافة القول بأن تحالف حزب الله مع التيار الوطني الحر كرّس توازنات لا يمكن تجاوزها وطنيا ، في حين كان رهان البعض على كشف المقاومة وجعلها دون غطاء وطني امام رياح اﻻتهامات الطائفية والمذهبية خدمة لمشاريع معلومة الهوى والهوية .

شاهد أيضاً

20% من المدارس الرسميّة خرقت إضراب هيئة التنسيق

في اللقاء مع هيئة التنسيق النقابية، أمس، طرح وزير المالية غازي وزني أفكاراً يعتقد بأنها …

Open chat
أهلاً وسهلاً بكم