صدى صور موقع "صدى صور" منصة إلكترونية يعنى بكافة الشؤون المتعلقة بمدينة صور ومنطقتها
كارثة هيلزبره
سنرحل اليوم مع حادثة مروعة ،”حادتة هيلزبره”، وقعت في إحدى مباريات نصف نهائي كأس انجلترا سنة 1989 التي جمعت ما بين ليفربول و نوتنجهام فورست على ملعب “شيفلد وينزداي”..
تعود أحداث تلك الواقعة إلى ذلك اليوم المشؤوم يوم 15 أفريل عام 1989 ،بحيت لم يكن الملعب يتسع لأكثر من 35 ألف متفرج لكن الاتحاد الإنجليزي وقع على إختيار هذا الملعب لاستضافة المباراة، في مقابلة يتوقع لها حضور جماهيري ضخم لاسيما من جانب جمهور الريدز (ليفربول) الذي يتمتع بشعبية كبيرة، رغم ذلك حصل على نسبة أقل من تذاكر المباراة…
امتلأت جميع جنبات الاستاد وبسبب التدافع داخل المدرجات لم تمر سوى 3 دقائق على بداية المباراة حتى بدأت الكارثة، فلم يعد المدرج يحتمل الأعداد التي فاقت السعة وسط غياب واضح للتنظيم.
وفي تلك الفترة فترة السبعينات و الثمانينات كانت الملاعب الإنجليزية تشهد وجود سياج حديدي ما بين المدرجات والملعب خشية اقتحام الجماهير للملعب بسبب إنتشار ظاهرة الهوليجانز في إنجلترا آنذاك ..
لكن السياج الحديدي كان بمثابة عنصر مساعد في تلك الكارثة ما أدى إلى وفاة عدد كبير من المشجعين بلغت النسبة الأكبر منهم من الفئة العمرية ما بين 10 إلى 19 عام أي القاصرين وراح ضحيتها 96 شخص بعدما لم يجدوا منفذا للهروب من التدافع القاتل.
أيقظت تلك الحادثة المؤسفة أذهان المسؤولين عن اتحاد الكرة الإنجليزي حيث تم إزالة الحواجز الحديدية من الملاعب الانجليزية بصفة نهائية بحيث لم يعد هناك فارق ما بين المدرجات والملعب.
وتوزعت الاتهامات عن مسؤولية ذلك الحادث فيما أوردت الشرطة في تقريرها ما يفيد بأن عدد كبير من جماهير ليفربول كانو في حالة سكر إثر وصولهم للملعب مما ساهم في حدوث الكارثة.
غير أن عائلات الضحايا لم يقبلوا برواية الشرطة ومنذ ذلك الحين وعلى مر سنوات إستمرت المحاولات لفتح تحقيق موسع في الأحداث وتحديد المتهمين الحقيقيين، قبل أن تشير لجنة المحلفين مؤخرا إلى إهمال الشرطة وسوء التنظيم، ما أثلج صدور أهالي الضحايا، الذين لطالما رفعوا شعارات “العدالة من أجل الـ 96”.
الاكثر من ذلك أن بعض وسائل الإعلام البريطانية تحدثت عن كارثة هيلزبره بنوع من التحيز والانتماء لأندية أخرى مثل صحيفة “ذا صن” التي اتهمت الضحايا بـ “المخربون”..
واعتذرت الصحيفة البريطانية لاحقا في 2007 حيث خصصت صفحة كاملة للاعتذار عما نشرته بحق الجماهير معتبرة أنها “اكبر خطأ في التاريخ”.
وصحيفة ” ذا صن” ممنوع عليها دخول مدينة ليفربول الى يومنا هذا.
