اللبنانية الدولية ــ صور تستضيف كليب: الانجيليون الجدد هم الخطر الاكبر القادم علينا

كتبت جمانة غريب
فجأة وعلى طريقته الخاصة بدّل الاعلامي الكبير الدكتور سامي كليب، الادوار، فما ان جلس على المقعد المخصص له، حتى بادر الى تولي زمام الامر، فاصبح هو المحاور لفترة من الوقت، فيما وجدت طالبتا الصحافة المكتوبة ديالا تامر ومي بحسون، اللتان اوكلت اليهما مهمة محاورته، نفسيهما ضيفتين تجيبا على اسئلة صحافي وكاتب سياسي مخضرم لطالما عرف بحنكته وتألقه، فاراد بذلك امتحان قدرتهما على تحمل مسوؤلية الجلوس امامه وهو من اجاد حشر ضيوفه في برنامجه الشهير لعبة الامم.
احسنت كل من تامر وبحسون استغلال الموقف الذي حولتاه الى فرصة ايجابية، استطاعتا من خلاله اثبات جدارتهما بعدما تعمد الدكتور كليب سحب اوراق الاسئلة منهما، التي كانت بحوزتهما، فاستجمعتا ما اختزنته ذاكرتهما من ثقافة وبدأتا بإدارة اللقاء معه والذي نظمته الجامعة اللبنانية الدولية في صور وحمل عنوان : “العلم طريقنا الى التحرر”.
منذ اللحظة الاولى لدخول كليب مسرح الجامعة برفقة المدير الاداري الاستاذ حسين فرحات والمدير الاكاديمي الدكتور صالح عبد العال واستاذ كلية الاعلام الدكتور علي دربج والدكتورة رندة ابو صالح، اعطى حضوره بعدا تفاعليا بان من خلال استقباله بالتصفيق الحار من قبل الطلاب، إضافة الى اللفتة المميزة التي خصه بها الطالب اياد صنديد، وترحيبه به واصفا اياه بالهامة الاعلامية المرموقة.”
اللقاء الذي حضره الدكتور جميل قدورة والاستاذة مايا الحاج حسن، كان مفعما بالحيوية، إذ توجه كليب الى الطلاب ممازحا “ممنوع الهروب من القاعة التي غصت بهم من مختلف الاقسام والاختصاصات”.
لغة الارقام التي يتقنها كليب كانت لها حصتها، إذ اعتبر ان “أول الطريق للوعي هو ان يقرأ الإنسان ما يحب أن يقرأ وماذا يجب عليه أن يقرأ أيضا، لافتا الانتباه الى أنه “يوجد لدينا مئة مليون أمُيّ عربي بينهم 75 مليونا لا يعرفون أبدا القراءة والكتابة، اما نسبة النساء الأميات تتعدى ال 64 بالمئة”، مشيرا الى ان “كارثة العلم لدينا تضاف الى كارثة الجهل والفقر فلا يمكن لفكرنا أن يتحرر بدون قراءة ”
وقارن كليب بين العرب وإسرائيل، كاشفا ان “المنتوج العلمي العربي بمجمله يبلغ 0.02 بالمئة، بينما المنتوج العلمي الإسرائيلي يصل الى نحو 4.7 بالمئة على مستوى العالم”. واوضح ان الدولة الأولى في النمو العلمي في العالم اليوم هي إيران لافتا الى “انها في العام 2011، وظفت حوالي 6.5 مليار دولار فقط للإنتاج العلمي”.
وكما رأى ان الطلاب في المجالات العلمية والإعلامية يكتفون بالقراءة الأكاديمية، لذلك لا يمكن للطالب ان يسلك طريق التحرر الفكري اذا اكتفى فقط بالمنهج الأكاديمي”، متمنيا على الطلاب أن “يبدأوا بقراءة كتاب واحد كل شهرين غير كتاب المنهج العلمي”.
واكد كليب ان “ما بين 70 و 80 بالمئة من الشباب العربي باتوا لا يشاهدون التلفزيون او يستمعون الى مصادر الأخبار التقليدية، لانهم يستعملون وسائل التواصل الإجتماعي”.
كما كشف كليب عن “ان اسرائيل تسيطر على 5 بالمئة من الانتاج الالكتروني العالمي وبعد عامين او ثلاثة أعوام ستسيطر على 10 بالمئة، والمثير انه يوجد 20 بالمئة من الإستثمارات العالمية في مجال الأمن الإلكتروني العالمي بيد اسرائيل .. والآتي أعظم بما ان شبابنا همهم الوحيد الجلوس على هواتفهم من الصباح الى المساء .. لذا يجب عليهم ان يتسلحوا بقراءات وافكار جدية لمواجهة هذه المشكلة”.
وحذر من ان “اسرائيل قادرة في الاعوام القليلة المقبلة ان تخترق كل هواتفنا وتعمل على تعطليها مع التقنيات الموجودة لدينا”.
وتوجه كليب بالنصح الى الطلاب لقراءة كتاب مهم جدا يدعى “الإنجيليون الجدد ” أو ” الإنجيليون الصهاينة “، موضحا ان عدد هؤلاء فقط في الولايات المتحدة الأميركية يفوق ال 70 مليونا وفي بقية الدول زاد عددهم عن ال 200 و 300 مليون .. وهم نجحوا في التمدد نحو اميركا اللاتينية ، أفريقيا واوروبا، ومنهم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، والسابق ” جورج بوش”.
وتحدث كليب عن الخطر الذي يشكله الانجيليون الجدد وعقيدتهم الدينية التي تقوم على الايمان الراسخ بانه “لكي يعود ” السيد المسيح يجب ان يقوم الهيكل، ولكي يقوم الهيكل يجب أن يقوم في القدس، ولكي يقوم في القدس يجب ان تنتصر اسرائيل على كل اعدائها”
حول الفرق بين الاعلام العربي ونظيره الاسرائيلي قال كليب “بشكل عام 85 بالمئة من الاعلام العربي، اما خاضع للسياسيين، اولرجال المال الذين ليس لهم علاقة بالإعلام ولكنهم خاضعون للسياسيين”. واكد ان “التباين الحاد في طريقة تناول الاخبار بين مؤسسة واخرى، مرده الى عدم نزاهة المؤسسة ووقوعها في شباك كبار السياسيين”.
واختتم اللقاء بابيات من الشعر توجهت بها الطالبة نعمت كساب الى الدكتور كليب حازت على اعجاب الحضور، بعدها قدم الأستاذ فرحات والدكتور دربج درعا تقديريا الى كليب الذي تلقى ايضا باقة من الزهور من الطالبة جنى شعبان”..