أحيت حركة أمل واللجنة الوطنية لإحياء مجزرة قانا الذكرى ال 23 للمجزرة باحتفال حاشد أقيم عند أضرحة شهداء المجزرة برعاية دولة الرئيس نبيه بري ممثلا بعقيلته السيدة رندة عاصي بري وفي حضور وزير الثقافة الدكتور محمد داوود، النواب علي خريس وعلي بزي وعناية عزالدين، رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، مدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، مدير عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، عميد كلية العلوم الدكتور بسام بدران، مسؤول حركة أمل في إقليم جبل عامل علي اسماعيل على رأس وفد من قيادة الإقليم والمناطق، أعضاء مكتب سياسي وهيئة تنفيذية في الحركة ، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق ورؤساء مجالس بلدية واختيارية، مسؤولة مكتب شؤون المراة المركزي في حركة أمل سعاد نصرالله، المسؤول الاعلامي المركزي الدكتور رامي نجم ومسؤول مكتب المهن الحرة المركزي المهندس مصطفى فواز، ممثلين عن الأحزاب والفصائل الفلسطينية، ممثلين عن الاجهزه العسكريه والامنية، ممثلين عن الأندية والجمعيات وهيئات نسائية، وفعاليات وحشد من اهالي المنطقة وعوائل الشهداء.
بعد النشيدين الوطني اللبناني وحركة أمل ووضع اكاليل على أضرحة الشهداء قدم للحفل حسن فاضل ، القى رئيس بلدية قانا محمد عطية كلمة باسم اتحاد بلديات صور قال فيها : ستبقى قانا وأخواتها تحكى كالصلاة في محراب التضحية والوفاء لهذا الوطن وستبقى هي اصل القضية تستعيد الوصايا من دمها في كل عام من أصداء الصوت المقاوم الصادح في اروقة المحافل مؤكدا ان لا بديل عن المقاومة وان ما أخذ من دون حق لا يسترد إلا بالمقاومة وسيادة الوطن لا تكتمل الا بكامل حدوده البرية والبحرية وان فلسطين عاصمتها القدس والقدس عربية وان الجولان حق عربي لا يوهب بإرادة أمريكية.
ثم القى الدكتور فؤاد أيوب كلمة تحدث فيها عن همجية العدو الاسرائيلي التي واجهتها قانا وأهالي الجنوب بإرادة التحدي والصلابة فأجبرت العدو على الانسحاب تحت وطأة المقاومين.
وقال ان قانا في قلب أهل الجامعة وفي كل مكان يكون لهذه البلدة ذكر فيه، عبر تقديم أعمال فنية فيها ولوحات ومجسمات من طلاب وأساتذة كلية الفنون الجميلة والعمارة في الفرع الأول، لتكون شاهدا ودليلا على تفاعل وانصهار أهل الجامعة مع اهل قانا وإكمال ما قامت به في تزويد مكتبتها بكل الإصدارات والمنشورات التي تتعزز قيمتها في البلدة، خاتما أن المواقف المشرّفة لها ضريبة وضريبة قانا كانت باهظة الثمن.
ثم كانت كلمة للسيدة رندة بري جاء فيها: ” دائماً مع قانا التاريخ يعيد نفسه مكاناً لبوح أسرار القداسة واجتراح المعجزات ومساحة مختارة للقيامة والبشارة … قبل ألفي عام إختار السيد المسيح (ع) أحد أعراس قانا لتقديم معجزته الأولى ومنها عاد إلى أرض المهد وبيت المقدس حيث موعد العشاء الأخير وتلاوة الوصية لتلامذته في خميس الأسرار … بأن أحبوا بعضكم … لكن بثلاث وقبل صياح الديك ينتصر النكران على المحبة … وبثلاثين من الفضة تتقدم الخيانة على الوفاء ويسلك المسيح (ع) درب الجلجلة ومن فوقها كانت القيامة والبشارة”.
وقالت: “ها نحن اليوم في قانا في رحاب الفصح الآتي إلينا دائماً وأبداً على صهوة التاريخ نابضاً بالأمل والألم والرجاء … وفي كربلاء الجنوب النابضة بالتضحية والفداء … نحيي الذكرى ال23 لشهداء المنصوري وقانا والنبطية الفوقا وسحمر وكافة شهداء المجازر التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيلي خلال عدوان عناقيد الغضب … فنستعيد مع قانا بعد ألفي عام ونيف … بعضاً من سر القداسة الذي تعمد بنجيع دماء مئات الشهداء والجرحى مجسدا المفهوم الحقيقي لمعنى القيامة والبشارة.. من قانا لكل اللبنانيين الذين إستوطن جرح قانا في ذاكرتهم ووجدانهم لكم جميعاً ، ولذوي الشهداء كل الشهداء ، من دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي منحني شرف تمثيله في هذا اليوم الوطني ، تحية إعتزاز ومحبة وكل التقدير ، وصدى صوته اليوم معنا يردد قانا لن ننسى”.
وتابعت: “صحيح انه في قانا نجح المستوى العسكري الإسرائيلي بان يوقع أكبر عدد من الضحايا بابشع إسلوب يمكن أن تتصوره البشرية، وصحيح هنا في قانا أيضاً إرتدت ما اصطلح على تسميتها الشرعية الدولية لبوس يهوذا ولعبت دوره ، فأنكرت الحقيقة ثلاثاً قبل صياح الديك وباعت العدالة بثلاثين من الفضة، لكن الصحيح أيضا في قانا في نيسان من العام 1996 وقبلها في كل المحطات العدوانية الإسرائيلية ، ربما نجح المحتل والمعتدي في قتل المئات من أبنائنا غيلة وغدراً ، لكنه بالتأكيد قد أخفق إخفاقاً ذريعاً في قتل إرادة الحياة والمقاومة والإنتصار لدى شعبنا”.
واضافت: “هنا فوق أشلاء الطفولة وتحت خيمة الأمم المتحدة وقع المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي في شر إجرامهما فقدما نفسيهما بأنهما يمثلان أنموذجاً حياً وفاضحاً لإرهاب الدولة في العالم، واليوم نحيي الذكرى الثالثة والعشرين لشهداء قانا وشهداء كل المجازر التي إرتكبها الإرهاب الصهيوني على مساحة لبنان وجنوبه تحت شعار قانا لن ننسى … نعم لن ننسى هؤلاء الشهداء ، لن ننسى كيف وأين ولماذا أزهقت أرواحهم ، نحيي ذكراهم ، لنقول لمن إعتقد ولا يزال يعتقد أن اسرائيل كيان إستثنائي يحق لمستوياته السياسية والأمنية والعسكرية فعل أي شيء في هذا العالم دون محاسبة أو مساءلة ، بإن زمن السكوت عن الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق لبنان وفلسطين وسورية يجب أن ينتهي وأن مثل هذه الجرائم لا يشملها عفو عام ولا يمكن أن تسقط بمرور الزمن”.
وأكملت: “اليوم نحن في قانا وفي مقام الشهداء لنقول ، اننا كلبنانيين لن ننسى بأن إسرائيل هي عدو عابر لكل الطوائف ولكل الإنقسامات السياسية ، عدو لا يخفي أطماعه وعدوانيته تجاه أرضنا وسمائنا ومياهنا وثرواتنا وثقافتنا ونموذج عيشنا الواحد ، فمن كان عدوه مثل إسرائيل فهو عدو كاف، نعم من قانا لن ننسى أن نسأل الحكومة اللبنانية نفس السؤال الذي طرحه دولة الرئيس نبيه بري في الذكرى العاشرة لشهداء قانا : متى يقدم لبنان دعوى على الجاني هل ننتظر حتى يقتل الشعب اللبناني وتستباح كل حقوقه ؟ ليس من الحق أبداً حيال كل الجرائم التي حصلت ألاّ يطالب لبنان بحقوقه ؟ لقد آن الأوان للبنان الرسمي والشعبي المبادرة نحو مقاضاة إسرائيل على فعل قتلها اليومي بحق إنساننا، نعم من قانا نؤكد كلبنانيين على تمسكنا بالوحدة الكفيلة بكبح جماح عدوانية إسرائيل وردعها عن إستباحة دمائنا وسيادة أرضنا وحقوقنا في العيش بكرامة”.
وختمت: “لقانا وأخواتها اللواتي تدفقن كأنهر وجداول متألقة … وكن المكان والزمان الذي تجمع فيه الدمع والدم … فأبكين الحجر والشجر والبشر معهن … وكما في كل عام وحتى تتحقق العدالة سنبقى نحتفي بأعراس الشهادة وسيبقى الصوت والصدى لن ننسى ولن نسامح”.
وتخلل الحفل توزيع جوائز على الرابحين في مسابقة قانا لن ننسى.