افتتح المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم مركز أمن عام قانا الإقليمي باحتفال حاشد أقيم في باحة المركز حضره الى اللواء إبراهيم وزير الثقافة محمد داوود والنواب علي خريس وعناية عزالدين وحسين جشي والنائب السابق عبد المجيد صالح، ممثل قائد الجيش اللبناني العميد الركن محمد رومية، رئيس الاركان في اليونيفل الجنرال غرافيه ممثلا القائد العام لليونفيل اللواء ستيفانو ديل كول، محافظ الجنوب منصور ضو، مستشار الرئيس نبيه بري احمد بعلبكي، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرارا الحبال، مطران صور للروم الكاثوليك ميخائيل ابرص، مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، قائد القطاع الغربي لليونيفيل اللواء ديو داتو آبانيار، مدير عام الشباب والرياضة زيد خيامي، امين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة، نائب مدير عام أمن الدولة العميد سمير سنان، المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل المهندس علي اسماعيل، رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق، آمر سرية درك صور العقيد عبدو خليل، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، وحشد من الشخصيات العسكرية والامنية وضباط من قوات الطوارئ الدوليه ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وفاعليات.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الأمن العام قدم للحفل النقيب أرناؤوط، ثم ألقى رئيس بلدية قانا محمد عطية كلمة قال فيها : قانا ثلاثة وعشرون عاما وما زال زمانك يطلع من شواهد القبور حجرا وانماء لمن أراد أن يشوه وجهك هم يريدون تحويل لبنان الى مشوه حرب ونحن نصنع من جراحنا شكلا للانتصار شعار أطلقه حينها الرئيس نبيه بري وبقي الحارس والساهر والمتابع يضع بصماته البيضاء في كل مبادرة انمائية في قانا كما في كل الجنوب كما في كل الوطن لننهض من الرماد عناوين للانماء.
وأضاف عطية : سعادة اللواء عباس ابراهيم رجل المهمات الصعبة حاضر في كل الملمات واسم حفظه اللبنانيون عند كل استحقاق. بافتتاحكم اليوم مركزا اقليميا للامن العام في بلدة قانا تزرع شجر الورد على أعتاب القلوب وتفتح بابا لخدمة المواطن وأبناء هذه الأرض الذين زرعوا جنى اعمارهم مقاومة وانتصارات ذودا عن وطننا لبنان والدرب لا ينتهي.
وختم عطية : كل الشكر والتقدير لكل يد امتدت لتساهم في نهضة قانا والشكر الخاص للمساهمين في تجهيز هذا المركز.
ثم القى اللواء إبراهيم كلمة جاء فيها :
في الذكرى الثالثة والعشرين لمجزرة قانا 18 نيسان 1996، نلتقي في المكان نفسه والتاريخ عينه، ليس من باب الصدفة ابدا بل من باب تأكيد المؤكد واصرار المصر.
إنها قانا، أم القرى وعاصمة التضحية والشهادة والشهداء، وحامية المدائن دوما بدمها.
ها نحن نؤكد ان يد الغدر لن تنال من اصرارنا على الصمود والعطاء والتضحية. نحن هنا لنرد اللؤم بالثبات، لنؤكد ان عين الحق تقاوم مخرز الباطل بالفعل لا بالشعر. نحن هنا لنبلسم واياكم جراح عائلات الشهداء والجرحى الابرياء، الذين سقطوا نتيجة الاجرام والغدر الصهيونيين، عندما استهدفت قذائف الحقد معسكرات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، حيث لجأ اليها مدنيون ابرياء، بشهادة اممية، ظنا منهم ان الغدر قد لا يستهدف مقارا دولية احتراما لعلم الامم المتحدة. فسقطوا شهداء وجرحى، وامتزجت دماؤهم بدم عسكريي الامم المتحدة. فلم نعد نعلم من يحمي من، او من يحفظ سلام من؟ الا ان دمنا معا كان اثقل من ان يتحمل العدو تبعاته، فانتصر دمنا على السيف وحمينا بدمنا سيادة لبنان وعزته، كما قرارات الامم المتحدة حفظا للسلام والاستقرار. فقانا ارض العجائب، ارض التضحية، ارض السيد المسيح والامام الحسين.
ووفاء لدماء الشهداء، كل الشهداء، ومن اجل القضية التي سقطوا من اجلها، تعاهدهم الدولة انها لن تفرط بحبة تراب ولا بنقطة ماء من حقوقنا مهما علا الصوت واشتدت الضغوط.
وأضاف: ان حفل تدشين المبنى الجديد لمركز أمن عام قانا الإقليمي، يأتي في سياق تنفيذ خطط التطوير التي وضعتها المديرية العامة للأمن العام منذ سنة 2012، وهو تطبيق حرفي وأمين لشعارنا “خدمة وتضحية” حيث نعمل ليل نهار، بمنتهى معايير الشفافية، لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمقيمين، ملتزمين نص القانون وروحه.
وكما في مجال تأمين الخدمات للبنانيين والمقيمين، كذلك نحن في الدفاع والتضحية من اجل الوطن وامان شعبه، وهذا واجبنا وقد أقسمنا على أن نؤديه بشرف، إذ لم نتأخر يوما في تحقيق ذلك، فكان الأمن الاستباقي، ومكافحة الارهاب والجريمة، وملاحقة شبكات العدو الاسرائيلي. كما كان ضباط الامن العام ومفتشوه ومأموروه على الدوام، منذ ما قبل الاستقلال، أُمناء على قسمهم إلى جانب أهلهم ووطنهم. إننا لن نتأخر لحظة واحدة عن الاستمرار في مهماتنا، وأداء واجباتنا في بناء مؤسسة راقية تليق بلبنان ويفتخر بها اللبنانيون في الداخل كما في بلاد الاغتراب.
وتابع: ما يجب التأكيد عليه ان مركزنا اليوم هو انفاذ لسياسة الانماء المتوازن، واستجابة لحاجة المنطقة والمواطنين إلى هذا المركز كما في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء أو تمييز، لأن هدفنا كان وما زال، أن لا تبقى منطقة في لبنان بعيدة من الأمن العام، وأن لا يكون الأمن العام بعيداً من أي منطقة. لذا سنبقى سباقين ومبادرين الى خدمتكم ـ ضمن امكاناتنا اللوجستية ـ وإلى مواكبة العصرنة والحداثة في التشريعات والتكنولوجيا، خصوصاً في ظل العناية المميزة من السلطة السياسية وعلى رأسها فخامة العماد ميشال عون، كما والدعم الاستثنائي الذي نلقاه من دولة الرئيس نبيه بري كلما اتجهنا جنوبا، كما في اتجاهات الوطن كافة.
وأود في هذه المناسبة أن اتوجه بالتحية الى قائد قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، واركان القيادة والضباط والرتباء والافراد، على ما يبذلونه من جهد لحفظ الاستقرار، وضبط الامن على الحدود مع فلسطين المحتلة، ومراقبة انتهاكات العدو الاسرائيلي التي ما توقفت يوماً براً وبحراً وجواً. وايضا على ما يقدمونه في ميادين الخدمات والتنمية، وهو امر أساسي ومؤثر في مساعدة أهلنا وشعبنا.
وختم اللواء إبراهيم: اتوجه بالشكر إلى اصحاب الايادي البيض، وكل الذين ساهموا في تشييد هذا المركز وتجهيزه عبر كل اشكال الدعم.
واخيرا تسلم اللواء إبراهيم درعا تقديرية من رئيس بلدية قانا كما سلمه اللواء إبراهيم درعا مماثلة كذلك قدم قائد القطاع الغربي لليونيفيل درعا تقديرية الى اللواء إبراهيم.
وازاح اللواء إبراهيم والحضور الستار عن لوحة الافتتاح.
وتوجه الجميع الى مدافن شهداء مجزرة قانا لتلاوة سورة الفاتحة عن أرواح الشهداء.