في احتفال حاشد وقّع يوم أمس الجمعة ١٩ نيسان ٢٠١٩ الناقد والشاعر الدكتور علي نسر روايته الأولى “وادي الغيوم” الصادرة عن دار المؤلف، في مجمع باسل الأسد الثقافي في مدينة صور، بحضور شخصيات رسمية وحزبية ودينية وثقافية وتربوية وأكاديمية بالإضافة إلى إعلاميين وفنيين وشعراء وحشد من الأهل والأصدقاء والطلاب.
افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، وقدّم الحفل الإعلامي الأستاذ عماد خليل. فاستهل الحفل بكلمات ترحيبية بالحضور..
وتحدث عن الرواية بشكل موجز وقد وصف “وادي الغيوم” قائلاً: “هي ضيعة وادي الغيوم التي احتضنت غربة أم يوسف وأسرار البكاء، شخصيات هذه الرواية عديدة وكل شخصية تحمل قضية وتحمل وجعاً…”
وكان للباحث الدكتور طارق عبود كلمة نقدية، أشار في مقدمتها إلى ارتباكه أمام الرواية، قائلاً: “لأول مرة أقرأ رواية وأشعر بأن التوتر والخوف يسيطران عليّ”، ثمّ تطرّق من خلالها للحديث عن الرواية وعن الدراسات الأدبية بشكل عام. وقال في وادي الغيوم: “ولكن وجهاً ظلّ يطاردني عبر صفحات الرواية واقترب من أن يشكّل خلفية الحدث والحكاية، فكأني بغير محطة كنت أرى الحاجة سميحة (ام بهيج) حارسة وادي الشيخ بمنديلها الأبيض ووجهها المدوّر توزع ابتساماتها على كلمات الرواية الحرية، وأكاد أشم رائحة قهوتها وكنت أشعر بالدفء من كانونها الحامل جمر الشتاء وتشارك الشخصيات البوح وتحاول ان تجد حلًّا لمشكلاتهم…” واستخدم تقنيات النقد في قراءته للرواية والحديث عن الشخصيات، فوصف صلاح بأنه النفس اللوامة ليوسف. وختم قائلاً: “رواية وادي الغيوم نوستالجيا حزينة، تُدخل القارىء في نفق جنائزي يعبر عن الواقع المهزوم الذي نعيشه اليوم، فتهز القارىء من كتفيه محاولة إخراجه من هذا الواقع”.
وكذلك كان للإعلامي الأديب “أحمد بزون” كلمة استهلها بكلمة موجهة لعلي نسر: “باتت مسابقته لأحلامه أسلوب حياة، فنشاطاته الأدبية لم تكن استعراضية بهلوانية بل عن طريق المثابرة والقراءة.” وأضاف أن بعد قراءته للرواية كان مطمئن بأنه لم يضيّع وقتاً، مشيراً إلى كثرة الكتب الفارغة في هذا الزمن. ثم تطرق بعدها للحديث عن الرواية من صفحاتها الاولى التي تذكر القارىء بأن النسر الروائي هو شاعر ولكن هذه الشاعرية كانت تظهر وتختفي في سياق الرواية ولم تعطّل السرد أو تشوش اندفاعه. وأشار إلى شخصيات الرواية التي ترك لها النسر الحرية لتبوح دون تدخل، ولم يستخدم هذه التقنية الا كبار المشاهير الأجانب وعدد قليل جدًّا في الساحة العربية. وأشاد بالرواية التي تحمل في طيّاتها رواية أخرى لنكون أمام روايتين في نص واحد وكان يتنقل بينهما بسلاسة ورشاقة.
وأخيراً، حلّق النسر على مسرح باسل الأسد وسط تصفيق حار من الحضور ليطلق جناحيه ويطل على وادي الغيوم بكلمات وجدانية وكلمات شكر: “أنتم نص نثراً وشعراً، انتم القصيدة التي لم يهتدي اليها الشعراء بعد”. وأشار الى عجزه عن الكلام امام هذا الحضور: “إنني الموجة التي ضلّت في اللاجهات، فكانت محبتكم ميناء الرسو، وإنني الغيمة التي اتخمها البحر بالوصايا والاسرار فكنتم الوادي الذي يحمل تلك الوصايا، حيث الصخر مرآة لمن عبروا…”
وفي الختام، وقّع الكاتب روايته وسط حشد هائل الذين أحاطوه بمحبة من كل جانب
مهى هسي | تصوير رامي أمين